قرر مجلس الوزراء
المصري تأجيل بطولة
الدوري الممتاز لكرة القدم لأجل غير مسمى بعد ساعات من كارثة رياضية جديدة، أسفرت عن مقتل نحو 40 شاباً من مشجعي الزمالك في اشتباكات مع قوات الأمن مساء الأحد.
وسقط عشرات القتلى والمصابين إثر اشتباكات قبل مباراة الزمالك مع إنبي بالدوري في أول مباراة تسمح فيها الشرطة للجماهير بدخول الملاعب، بعد نحو ثلاثة أعوام من إقامة المباريات المحلية دون جمهور.
ووصفت رابطة مشجعي الزمالك المعروفة باسم "أولتراس وايت نايتس" ما حدث في ملعب الدفاع الجوي بأنه قتل مع سبق الإصرار والترصد ومجزرة مدبرة أعدها الحقراء.
تأجيل الدوري مجدداً
وكان ابراهيم
محلب رئيس الوزراء قد عقد اجتماعاً طارئاً مع وزراء الشباب والداخلية والصحة ومحافظ القاهرة، لمتابعة الموقف وأعمال العنف وأعلن بعده إلغاء الدوري.
وقال مجلس الوزراء إنه تابع عن كثب الأحداث المؤسفة التي جرت مساء الأحد، خارج استاد الدفاع الجوي قبل مباراة الزمالك وإنبي في بطولة الدوري العام، وذلك بعد دخول الجماهير حاملة التذاكر وإغلاق أبواب الاستاد.
وأضاف المجلس في بيان له وصل إلى "عربي21" نسخة منه أن "بعض الحشود بدأت بعد ذلك في التجمع بهدف دخول الملعب عنوة، ومحاولة اقتحام الاستاد والاشتباك مع قوات الأمن، وكذا رفضوا الخضوع لإجراءات التفتيش المتبعة لتأمين المباراة والمشجعين، ثم قاموا بأحداث عنف واعتداء على قوات الأمن وحرق السيارات وبعض الممتلكات العامة والخاصة".
وتابع أنه نتج عن هذه الأحداث وقوع حالات وفيات وإصابات بين المشجعين نتيجة التدافع، وبناء على تلك الأحداث المؤسفة فقد تقرر تأجيل الدوري لموعد يتم تحديده فيما بعد".
وجاء قرار تأجيل الدوري على الرغم من موقف اتحاد كرة القدم المصري برفضه تجميد البطولة كما حدث عدة مرات في السنوات الأربع السابقة.
وقال محمود الشامي عضو الاتحاد إن ما حدث يعد صدمة شديدة للجماهير، لكن تأجيل الدوري يوماً واحداً فقط هو أمر مستحيل.
الداخلية وراء المجزرة
وأضافت الرابطة في بيان على صفحتها على فيس بوك "هل تعلم أن القفص الحديدي الذي مات معظم الناس فيه، تم تركيبه قبل المباراة بيوم واحد ولم يتم استخدامه مطلقاً في أي من مباريات كرة القدم في مصر ولا في العالم".
وتابعت "قام مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك بشراء التذاكر كلها قبل المباراة باتفاق مع وزارة الداخلية، واتصل بالإعلامي مدحت شلبي قبل المباراة وأخبره أن هناك مفاجأة تنتظر الوايت نايتس اليوم، كما قال الإعلامي أحمد شوبير لأولتراس وايت نايتس أن ستمر الدولة على أجسادكم".
واختتمت الرابطة بيانها بالقول: "فقط احفظوها للتاريخ.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
وتأتي هذه الكارثة الرياضية الجديدة بعد ثلاثة أعوام من مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي، في أحداث الشغب التي أعقبت مباراة فريقهم مع النادي المصري.
التدافع سبب الوفيات
وقالت الداخلية إن المشجعين حاولوا اقتحام الملعب بالقوة والعنف، فتصدت لهم قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع لمنع عملية الاقتحام.
وأكدت الوزارة في بيان لها أن الأجهزة الأمنية المكلفة بتأمين المباراة رصدت وجود أعداد غفيرة من الجماهير في محيط الاستاد، حيث يتم السماح بدخول حاملي التذاكر فقط وبأعداد محددة مسبقة عبر بوابات أمنية.
وتابعت الداخلية "تزايدت أعداد الجماهير خارج الاستاد من غير حاملي التذاكر وتدافعوا لاقتحام البوابات وتسلق أسوار الملعب، مما تسبب في إصابة عشرات منهم نتيجة شدة التدافع، مضيفة أن القوات قامت بتفريقهم حيث توجهوا إلى الطريق المؤدي إلى الاستاد، وقاموا بتعطيل حركة المرور وإيقاف الحافلة التي تقل لاعبي فريق الزمالك ومنعه من الوصول إلى الاستاد، وإضرام النيران في إحدى سيارات الشرطة.
واختتمت الوزارة بيانها بالقول إنه تم تفريق الجماهير وتأمين وصول اللاعبين لأرض الملعب، مؤكدة أن حدوث حالات الوفاة كان نتيجة التدافع فقط وتم إخطار النيابة العامة للتحقيق في الحادث.
وقالت النيابة العامة في بيان لها إنها تلقت إخطاراً مساء الأحد من الشرطة بتوافد مجموعات كبيرة من جماهير الزمالك لمحاولة اقتحام ملعب الدفاع الجوي بالقوة لمشاهدة مباراة فريقهم مع إنبي، على الرغم من دخول العدد المسموح به داخل الملعب ونفاذ التذاكر وغلق الأبواب، فقاموا بقطع الطريق والاشتباك مع أفراد الشرطة وإشعال النيران بسيارتين للشرطة.