قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن ثلاثين مشجعا على الأقل من مشجعي نادي
الزمالك قد قُتلوا. ويعد الزمالك ثاني أكبر نوادي مصر لكرة القدم. ويقول ناجون من الحادث إن الشرطة أطلقت النار على المشجعين الذين كانوا يحملون تذاكر، وينتظرون دخول ملعب الدفاع الجوي، وهو ملعب يملكه الجيش، لمشاهدة فريقهم.
وتستدرك الصحيفة بأن وزارة الداخلية أعلنت أن الأمن بدأ بإطلاق النار عندما حاول مشجعون لا يحملون تذاكر الدخول إلى الملعب، وأن الموت لم يكن نتيجة إطلاق النار، ولكن بسبب الذعر الذي انتشر بين المشجعين. وقالت الوزارة إن المشجعين حاولوا كسر بوابات الملعب بالقوة، وهو ما أجبر الشرطة على وقفهم، مشيرة إلى أن الموت كان نتيجة "التدافع".
ويقول باتريك كينغزلي، مراسل صحيفة "الغارديان" في القاهرة، إن الحادث هو الأخير من بين حوادث القتل الجماعي التي تشهدها مصر منذ
ثورة عام 2011، وهو الثالث الذي يرتبط بكرة القدم. ففي عام 2012، قتل 70 في حادث آخر، هم من مشجعي النادي
الأهلي في بور سعيد. وألقت السلطات مسؤولية القتل على مشجعين من ناد آخر. ويرى مشجعو النادي أنه تم استهدافهم بسبب دورهم في الثورة والتظاهرات التي أعقبتها.
وتبين الصحيفة أن مشجعي الزمالك أدوا دورا مشابها في ثورة عام 2011، ما قاد بعضهم للتساؤل عما إذا كان قتل ليلة أمس هو انتقام من قبل الدولة أم لا. واختلف مشجعو الزمالك مع مديره مرتضى منصور، المحامي الذي لا يخفي احتقاره للثورة وألتراس الزمالك.
ويفيد كينغزلي بأن بعض مشجعي النادي يعتقدون بأن هجوم الأحد لم يكن له داع. وقال عمرو، وهو موسيقي نجا من رصاصة خرطوش أصابت صدره إن حوالي ألف مشجع وجدوا أنفسهم محشورين في الممر المؤدي إلى الملعب منذ الساعة الرابعة. وكان الكثيرون منهم يحملون تذاكرهم ومنهم عمرو، "لقد انتظرنا طويلا هناك لدرجة أن السياج بدأ يجرح المشجعين بسبب الزحمة".
وأضاف عمرو للصحيفة: "لقد حشرنا هناك وبدأنا نصرخ ونتحرك، وشعرت الشرطة بأننا نريد التسبب بمشاكل، ولهذا قاموا بإطلاق النار علينا".
وبحسب رواية عمرو، فقد قام أحد المشجعين بإطلاق النار، وعندها أخذت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ولم يعرف المشجعون إلى أين يذهبون، وبدأت حالة من الفوضى، لكن الشرطة لم تتوقف عن إطلاق النار طوال الفترة.
وتنقل الصحيفة عن سعد عبد الحميد قوله، إنه بعد عشر دقائق من الفوضى والصخب بدأ الناجون بالزحف، "وكان الممر فارغا، وكانت على الأرض جثث وأجساد، وحاول البعض الدخول إلى الممر لإنقاذ الأحياء".
ويقول عمرو إن المشجعين ردوا على نار الشرطة بالزجاجات الحارقة والحجارة.
ويشير التقرير إلى أنه عندما وصلت حافلة لاعبي نادي الزمالك،فإن بعض المشجعين حاولوا منعها من دخول المنطقة، وهاجموا سيارة للشرطة، ما أدى إلى جولة جديدة من المواجهات.
ويختم كينغزلي تقريره بالإشارة إلى أنه قد انتشرت على الإنترنت لقطات تظهر المئات من مشجعي النادي وهم محشورون في الممر، وكيف أن الشرطة قامت بإطلاق النار عليهم مباشرة.