حكايات الجوع والبرد لفلسطينيين احتجزهم جيش مصر (فيديو)
غزة - أحمد صقر09-Feb-1502:31 PM
0
شارك
فلسطينيون يحتجزهم الجيش المصري
كشف مقطع فيديو يُعرض لأول مرة، حصل عليه موقع "عربي21"، عن الأوضاع الصعبة التي عاشها فلسطينيون محتجزون في إحدى مقرات الجيش المصري بالإسكندرية.
ويُظهر الفيديو المؤرخ بـ18 كانون أول/ ديسمبر 2014، عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال، وهم يفترشون الأرض بلا أغطية. فيما يُسمع صوت مصور المقطع سائلاً أحدهم: "كيف النومة؟ كويسة؟"، فيجيبه ساخراً: "شوفة عينك".
وقال الشاب الفلسطيني الذي قام بعملية التصوير عبر جهازه الخلوي، وتمكن من إدخاله إلى قطاع غزة، إن قوات الجيش المصري اعتقلت عشرات الشبان والأطفال والنساء خلال تواجدهم في مدينة الإسكندرية بهدف الهجرة عبر البحر هرباً من تبعات الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، محتجزة إياهم في "حوش (ساحة تابعة لبناء) لا سقف له، ولا ماء فيه، ولا مرافق صحية".
15 يوما في الحر والبرد
وأوضح الشاب الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الحوش محاط بزنازين صغيرة طلبنا من أفراد القوات المصرية دخولها هرباً من الحر الشديد بالنهار، والبرد القارس بالليل، إلا أنهم رفضوا"، وقال: "أخبرونا بأننا لن نمكث طويلاً، إلا أننا بقينا 15 يوماً نعاني في هذا المكان المحاط بالأسلاك الشائكة المرتفعة".
وحول معاناتهم جراء البرد والمطر؛ قال إن عدداً من الأطفال كانوا يبكون من شدة البرد في منتصف الليل وعند ساعات الفجر، مضيفاً: "في إحدى تلك الليالي السوداء؛ هطلت علينا الأمطار بشدة حتى كدنا نغرق".
وتابع: "كنا نقضي حاجاتنا في زجاجات فارغة، نظراً لعدم وجود مرافق صحية في المكان، وحين سألنا أحد أفراد الجيش عن مكان قضاء الحاجة؛ قال لنا: كل واحد يعملها على حالو!".
وأكد أن أفراد الجيش المصري وضعوا النساء وأكثر الأطفال في معزل عن الرجال، مشيراً إلى أن أحد المحتجزين أصر على إبقاء ابنته ذات الـ13 عاماً معه، "خوفاً من الاعتداء عليها".
تجويع متعمد
وفي ما يتعلق بالطعام؛ أوضح الشاب الفلسطيني أن المحتجزين كانوا يبرمجون أنفسهم على أكل القليل من الطعام الذي تمكنوا من إدخاله معهم في مكان الاحتجاز، مبيناً أنه كان يضطر لأكل عدد قليل من التمر حتى لا ينفد الطعام الذي يتناوله قرابة الـ60 شاباً فلسطينياً، إضافة إلى آخرين من سوريا والسودان وجزر القمر.
وأضاف أن أحد المقاولين العاملين في مبنى قيد الإنشاء، مجاور لمكان احتجازهم، تبرع مرةً بتقديم طعام لنا، "فما كان من الجنود المصريين إلا أن سرقوه وأكلوه، ولم نظفر إلا برائحته فقط".
وقال: "أخذنا بالصراخ والمطالبة بالأكل، حيث كنا على وشك الموت جوعاً، فألقى علينا أفراد الجيش أرغفة خبز، وبعض علب الجبن، فكان نصيب الفرد رغيفاً ونصف رغيف تقريباً، بينما اشترك كل ثمانية أفراد بعلبة جبن واحدة تزن حوالي 250 غراماً".
وتابع: "بعد ذلك؛ مدّوا لنا خرطوم ماء موصول بإحدى حنفيات الحمامات الخارجية، لنشرب ونغتسل، فكانت المفاجأة بأن لون الماء أصفر، وطعمه شبيه بطعم ماء البحر، إلا أننا اضطررنا لاستخدامه والشرب منه".
وكشف الشاب الفلسطيني عن تمكنه من الاتصال بأحد موظفي السفارة الفلسطينية بالقاهرة، وإخباره بمعاناته والمحتجزين معه، مبيناً أن هذا الموظف جلب لهم بعد مرور ثمانية أيام من تاريخ الاتصال 25 فرشة لـ60 شخصاً، وبعض وجبات الطعام التي احتجزتها سلطات الجيش.