طالب أكبر تحالف سياسي سني في
العراق رئيس الوزراء حيدر العبادي، تنحية
هادي العامري، زعيم
منظمة بدر المدعومة إيرانيا، من مهامه الأمنية بعد تزايد تصريحاته ذات النزعة العدوانية والطائفية، فضلاً عن كونه نائبا برلمانيا، ولا يحق له ممارسة الأعمال الأمنية.
وقال "تحالف القوى العراقية" إنه "في الوقت الذي نتطلع إلى بوادر انفراج للأزمة الخانقة، ويطمح العراقيون لتحقيق المصالحة الوطنية بينهم، يخرج رئيس منظمة بدر هادي العامري بتصريحات عدوانية تسمم الأجواء، وتشيع روح العداوة والانتقام، وتمهد الطريق لحرب أهلية يكون الخاسر الوحيد فيها الشعب العراقي".
التصريحات غير المسؤولة
واتهم التحالف، في بيان له تلقى "عربي 21" نسخة منه، العامري بـ"التحشيد ضد أبناء المناطق السنية والتحريض عليها، من خلال مخاطبته للشيعة بالقول: "نحن على أبواب المناطق التي قتلت أبناءكم"، مشيراً إلى أن تصريحات العامري غير المسؤولة تعطي الضوء الأخضر للمليشيات الشيعية
الطائفية لارتكاب المزيد من الجرائم ضد أبناء المحافظات الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار البيان إلى أن نتيجة هذه التصريحات، سيكون المزيد من إسالة الدماء، والتهجير وتدمير المنازل والممتلكات، وتجريف البساتين، كما حصل في جرف الصخر، وديالى، ومحيط سامراء، وبلد، والإسحاقي، وبروانة الفلوجة، وحزام بغداد، مشيراً إلى أن زعيم منظمة بدر تجاوز على ساحات الاعتصام وأتهم المشاركين فيها بالإرهاب، وتوعد باقتحام مناطقهم والثأر من أبنائها.
عدم التوازن في مؤسسات الدولة
ولفت التحالف، الممثل السياسي الأبرز للمكون السني العراقي، إلى أن تصريحات زعيم منظمة بدر تؤكد استمرار ذات النهج الرافض للاستجابة لحقوق المعتصمين السلميين، الذين عانوا على مدى
أكثر من عقد من التهميش والإقصاء، وعدم التوازن في مؤسسات الدولة.
وشدد التحالف في بيانه على ضرورة أن يقوم رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، بتنحية هادي العامري من مهامه الأمنية على خلفية تصريحاته غير المسؤولة، التي تنم عن نزعة طائفية عدوانية، بالإضافة إلى أن ما يمارسه خلافا للدستور كونه عضو مجلس النواب.
ميليشيا الحشد الشيعي
وكان العامري عقد مؤتمرا صحفيا مؤخراً، شن فيه هجوماً شديدا على المتظاهرين السنة في ساحات الاعتصام، واتهمهم بارتكاب "مجزرة سبايكر" في محافظة صلاح الدين، وتوعد سكان منطقة "الحويجة" السنية في محافظة كركوك، وطالب بإعدام جميع المدانين وفق المادة "4 إرهاب"، التي يقول زعماء سنة أنها مصممة خصيصاً لأبناء المكون السني في العراق.
ويقود العامري ميليشيا الحشد الشيعي، التي تم تشكيلها بحسب أوامر المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، بعد انهيار الجيش أمام مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل شمال العراق في حزيران الماضي.
مذبحة قرية بروانة
واتهم سكان محافظة ديالى العامري بارتكاب مجزرة أعدم فيها أكثر من 70 مواطن سني في قرية بروانة، بعد تجميعهم بذريعة تسجيل أسمائهم لغرض صرف منحة النازحين، وتم اطلاق النار عليهم بشكل جماعي، في بناية تُسْتخدم حقلا لتربية الدواجن في المحافظة الواقعة شمال العاصمة بغداد.
ويؤكد العديد من العراقيين أن "العامري" اشرف بنفسة على تعذيب أسرى الجيش العراقي في
إيران، اثناء الحرب التي دارت بينهم في ثمانينات القرن الماضي، بينما توجه أصابع الاتهام لـ"منظمة بدر" التي يتزعمها بالقيام بتصفية العديد من قيادات الجيش العراقي السابق، وفي مقدمتهم عشرات الطيارين الذين تم اغتيالهم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في آذار 2003.