شن نظام بشار الأسد حملة عسكرية عنيفة على مدينة "
دوما"، الواقعة في
الغوطة الشرقية بدمشق، وقال ناشطون إن النظام بقواته يستهدف إبادة أهالي المدينة بحملاته العسكرية والأمنية، ومحوها من الخارطة السورية.
وقد بث الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، مناظر وصوراً مخيفة، تتحدث عن هول الإرهاب الذي يمارسه النظام على الغوطة الشرقية عموماً، ودوماً خصوصاً، حيث القصف الجوي والصاروخي الذي لم يستثن أحداً والهدف الأول له المدنيون.
صواريخ "جيش الإسلام"
وقال الناشطون إن الحملة التي يشنها النظام على "دوما"، جاءت بعد قصف "
جيش الإسلام" بزعامة زهران علوش، بالصواريخ مراكز للجيش والقوات الأمنية في العاصمة دمشق، والصخب الإعلامي الذي رافق الحملة الصاروخية، والبيانات التي أصدرها "جيش الإسلام" ذات النبرة المرتفعة، التي لا تخلو من تحدي رأس وأركان النظام في دمشق.
وقد حمل الكثير من الناشطين والمتابعين للثورة السورية زهران علوش مسؤولية الحملة على دوما مسقط رأسه، حيث ان النظام ومنذ بداية الثورة ينتقم من اهالي كل مدينة تتحدى النظام
إعلاميا، ويترك الكثير من المدن الثائرة والتي تذيقه الويلات إذا لم يكن لها حضور اعلامي ملحوظ .
الدعاء على بشار وعلوش
في حديث لـ"عربي21" مع أحد الناشطين في الغوطة الشرقية، تحدث عن حالة السخط الشعبي لدى بعض أهالي الغوطة الشرقية، من تحدي "زهران علوش" للنظام، وأنهم يحملونه سبب البلاء الذي نزل عليهم مما دفع بعضهم للدعاء عليه، وعلى بشار الأسد سوياً، بسبب الحصار القاسي المفروض على الغوطة، وقالوا إن "زهران" أو غيره لن يستطيعوا حتى اليوم تخفيف الحصار عنهم، وأضاف الناشط أن "الأهالي دائماً من يدفعون فاتورة أخطاء القادة "، حسب وصفه.
من جهة أخرى نفى الناشط "أبو عماد" المؤيد لسياسة "زهران علوش" تحميله مسؤولية الحملة الشرسة من النظام على "دوما"، وقال:" دوما تقصف منذ ثلاث سنوات على هذه الوتيرة، وتقل أو تكثر حسب خسائر النظام، وكلما خسر النظام معركة صعد هجماته على المدنيين كي يزيد من نقمتهم على الثوار".
جنون النظام بسبب خسائره
وأضاف "أبو عماد" أنه "من المتوقع أن يفعل النظام كل هذا، لأن ردود فعله تأتي حسب الخسائر التي يمنى بها، ولا يحمل أهالي الغوطة زهران علوش أي مسؤولية، بل يباركونها"!
وبرر "أبو عماد" حملة النظام على "دوما" بقوله "النظام يسعى جاهداً أن يقسم الغوطة لمناطق صغيرة، وفي كل مرة يفشل، ولم يترك أسلوباً إلا اتبعه ضد أهل الغوطة، الذين يعلمون افتعاله وخططه والأكاذيب والحيل التي يدبرها، و"دوما" تمثل المدينة الأكبر في الغوطة الشرقية، وكسرها حتى ترضخ ليكون بمنزلة إنجاز قوي للنظام، وأهل الغوطة بأكملها على دراية تامة بمخططات النظام وألاعيبه، ودوافعه لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين للانتقام منهم".
مع الثورة قلباً وقالباً
وقال الناشط "حذيفة"، إن معظم الأهالي في دمشق رغم إحكام النظام سيطرته عليها بشكل كلي، مازالوا مع الثورة قلباً وقالباً، وهناك مجموعات وأفراد من أبناء دمشق يقاتلون النظام، ويحملون السلاح على جبهات الريف الدمشقي وغيرها.
وأضاف "حذيفة" قائلاً: "جميع من في العاصمة دمشق مستهدف، وفي مقدمتهم أهالي المقاتلين، ومن في صفوف جيش الإسلام".
واستطرد قائلاً: قد تقع أخطاء من المجاهدين، وخاصة عند استهداف، مواقع صغيرة مثل حواجز ودوريات للنظام، ولكن النظام يرد بعنف ويستهدف المدنيين أولاً بهدف عقابهم.
وبين أن أهالي دمشق يرفضون التصعيد الإعلامي الذي رافق حملة إطلاق جيش الإسلام الصواريخ على دمشق، وذلك لشدة الأذى الذي وقع على أهالي الغوطة الشرقية، لأنهم يعلمون مدى وحشية النظام والطرق التي ينتقم بها من المدنيين كما حدث في دوما.