ألقى الصراع السياسي بين إيران والغرب بظلاله، على ما يبدو، على نتائج
مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي تختتم فعالياته، مساء اليوم الأحد، في دورته الخامسة والستين.
وطبقا للعرف الذي يتبعه المهرجان، فقد جرى الإعلان عن
الجوائز قبل ختام المهرجان بيوم، وفجرت لجنة التحكيم مفاجأة كبرى بمنحها فيلم "تاكسي" للمخرج الإيراني جعفر بناهي جائزة "الدب الذهبي"، رغم تنفيذه بالكامل داخل تاكسي (سيارة أجرة) دون الالتزام بجماليات سينمائية يمكن أن تصنع منه فيلما جيدا.
وتتسلم الجائزة ابنة شقيق جعفر بناهي، طبقا لما أعلنه موقع المهرجان.
وكان فيلم "هذا ليس فيلما" للمخرج الإيراني ذاته، الممنوع من قبل قضاء بلاده من صناعة
الأفلام، قد فاز بجائزة أفضل سيناريو عام 2013، ويشرح فيه فكرة صناعة فيلم كما يتمناه.
وكان بناهي اعتقل في أواخر 2010، وحكم عليه بست سنوات في السجن ثم أطلق سراحه، ومنع من الإخراج والتحدث لأجهزة الإعلام ومغادرة إيران.
وفي فيلم "تاكسي" الفائز بجائزة "الدب الذهبي" في هذه الدورة، يقوم بناهي بدور سائق تاكسي، ويتحرك بسيارته في الشوارع، بينما هو يناقش الركاب في مشاكل عامة تخص إيران والعالم. وقام المبدع الإيراني بتركيب كاميرات في سيارته، وتمكن من خلالها من صناعه عمله.
وكانت أغلب أفلام بناهي نُقلت إلى المهرجان عن طريق التهريب؛ حيث يصنع الرجل عمله ومن ثم يرسله إلى إدارة المهرجان، التي اختارته لعضوية لجنة التحكيم الرسمية في دورة 2012، رغم علمها بمنعه من السفر إلى خارج إيران، وفرض الإقامة الجبرية عليه.
أما "جائزة الدب الفضي، جائزة لجنة التحكيم الكبرى" لدورة المهرجان الحالية فذهبت للمخرج التشيلي بابلو لارين عن فيلمه "النادي"، الذي يبحث في الجوانب المظلمة عند مجموعة من القساوسة الكاثوليك.
وفاز بـ"جائزة الدب الفضي، جائزة ألفريد باورفيلم" المخرج الغواتيمالي جايرو بوستامنتي عن فيلمه "بركان إكسكواناغو".
ونجح جايرو بوستامانتي في شغل حيز محدود من تاريخ
السينما عندما أصبح أول مخرج من غواتيمالا يعرض فيلمه في المسابقة الرئيسة في مهرجان برلين السينمائي، ومن ثم حقق إنجازه الأكبر اليوم بفوزه.
ويحكي فيلم "بركان إكسكواناغو"، الذي عرض لأول مرة، قصة فتاة مراهقة تعيش مع والديها عند سفح بركان نشط، لكنها ترغب في اكتشاف العالم على الجانب الآخر من الجبل والفرار من زواج جرى الترتيب له.
واقتنص "جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج" مناصفة المخرج الروماني رادو جودي عن فيلم "عفارم" الذي يعالج قضية الغجر في بلاده، والمخرجة البولندية ماوجورزاتا تشوموفسكا عن فيلمها "جسد".
وفيما ذهبت "جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة" إلى العملاقة المخضرمة البريطانية تشارلوت رامبلينج عن دورها في فيلم "45 عامًا"، فقد حصل مواطنها توم كورتيناي على جائزة "الدب الفضي لأفضل ممثل" عن دوره في الفيلم نفسه.
وتوج بـ"جائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو" فيلم المخرج التشيلي باتريشيو جوزمان "الزر اللؤلؤة".
أما جائزة "الدب الفضي لأفضل إسهام فني" فذهبت إلى المصور السينمائي شتورلا براندث غروفلين عن تصويره للفيلم الألماني "فيكتوريا، وذلك مناصفة مع المصورين إيفجيني بريفيني وسيرجي ميخائيلتشوك عن تصويرهما للفيلم الروسي "تحت السحب الكهربائية".
ويعتبر مهرجان برلين السينمائي الدولي مهرجاناً شعبياً مختلفا بذلك عن مهرجان "كان" النخبوي.
وينتمي ديتر كوسليك، الرئيس الحالي للمهرجان، إلى اليسار الأوروبي، ويملك المهرجان واحدا من أهم أسواق الفيلم في العالم كله، وتحضره شركات عالمية، وعرض على شاشاته هذا العام ما يقرب من 440 فيلما تنتظر فرصتها للترويج والبيع، فضلا عن البرامج التي عقدت علي الهامش وحضرها ما يزيد على 3700 صحفي من جميع أنحاء العالم، وبيعت فيه نصف مليون تذكرة للجمهور العادي.