بعد أن كان النظام
المصري ووسائل الإعلام الموالية له تردد دائما منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013 - بشكل مجازي - أن "مصر في حالة حرب"، أصبحت هذه الجملة حقيقة واقعة صباح الاثنين بعد أن نفذت القوات المسلحة المصرية عمليات عسكرية في
ليبيا.
وتزامنا مع قصف الطائرات المصرية لمواقع داخل الأراضي الليبية ردا على ذبح 21 قبطيا في مدينة سرت على أيدي عناصر تنظيم الدولة، كانت وسائل الإعلام المصرية تذيع بيانات عسكرية وأغاني حماسية.
وكان مقطع فيديو منسوب لما يسمى "ولاية طرابلس" التابعة لتنظيم الدولة، قد تم بثه مساء الأحد عبر الإنترنت، وأظهر عملية ذبح
الأقباط المصريين الذين تم اختطافهم منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
قادة الجيش يوجهون الجنود
وأعلن المتحدث العسكري أن الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة والفريق يونس المصري قائد القوات الجوية، تابعوا الضربة الجوية على معاقل تنظيم الدولة في ليبيا من مركز العمليات الدائم للقوات المسلحة.
وأضاف أن كبار قادة الجيش تابعوا الضربة لحظة بلحظة، ووجهوا المقاتلين للأهداف المراد قصفها وتدميرها، وبقوا في مركز العمليات حتى عودة الطائرات سالمة إلى أرض الوطن.
ونشرت صفحة المتحدث العسكري وموقع وزارة الدفاع المصرية، مشاهد إقلاع الطائرات الحربية من قواعدها لتنفيذ الضربات الجوية في ليبيا.
وهذه هي المرة الأولى منذ ربع قرن التي يشن فيها الجيش المصري عمليات حربية خارج البلاد، حينما شارك في حرب تحرير الكويت عام 1990، بمعاونة التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة ضد الجيش العراقي.
وكان بيان للقوات المسلحة المصرية أعلن صباح الاثنين، شن ضربات جوية على معسكرات تابعة لتنظيم الدولة في ليبيا، ردا على ذبح 21 قبطيا مصريا في ليبيا وتنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد".
وأضاف البيان أن "الضربة الجوية حققت أهدافها بدقة ودمرت معسكرات تدريب وأماكن تمركز ومخازن أسلحة وذخيرة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا".
أغاني الحرب
وقطعت وسائل الإعلام المصرية الحكومية والخاصة برامجها المعتادة واكتفت بإذاعة البيانات العسكرية الصادرة من القوات المسلحة، ومداخلات هاتفية مع محللين عسكريين يتحدثون عن تداعيات تلك العمليات العسكرية.
وتقوم وسائل الإعلام المصرية بإذاعة أغان وطنية، لكن الأغاني جاءت مختلفة هذه المرة عن تلك التي اعتاد المصريون سماعها منذ ثورة يناير 2014 عقب كل حادث يسقط فيه ضحايا، حيث أعادت وسائل الإعلام إذاعة أغان قديمة كانت تذاع في عهدي عبد الناصر والسادات إبان خوض مصر الحرب ضد إسرائيل.
ولوحظ في تلك الأغاني الترويج لحشد الشعب خلف الجيش وقياداته، والمطالبة بالثأر للشهداء واستعادة الحقوق، حيث إنه تتم إذاعة أغان من قبيل "فدائي فدائي" و"الله أكبر بسم الله" و"خلي السلاح صاحي"، وغيرها.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن في كلمة تليفزيونية مسجلة للأمة أن "مصر تحتفظ بحق الرد على القتلة المجرمين بالأسلوب وفي التوقيت المناسبين".
وأعلنت مصر الحداد لمدة سبعة أيام حزنا على مقتل الأقباط في ليبيا، وقام السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب بزيارة الكاتدرائية المرقسية في العباسية، لتقديم العزاء في الضحايا للبابا تواضروس.
الضربات المصرية ستستمر
وقالت قناة "سكاي نيوز عربية" إن الطائرات المصرية نفذت ثماني ضربات جوية ضد مواقع تابعة لداعش في مدينة درنة الليبية.
وأكدت مصادر عسكرية مصرية أن العملية التي بدأتها القوات المصرية على مراكز تنظيم الدولة ستستمر، مؤكدة أن ما تم صباح الاثنين هو ضربة أولى حققت جميع أهدافها اعتمادا على معلومات دقيقة عن مراكز ومناطق تجمع عناصر التنظيم.
وأشارت المصادر في تصريحات لصحف محلية، إلى أن الضربات ستتواصل خلال الفترة المقبلة لتحقيق أهداف الأمن القومي المصري وحماية المصريين من هذه التنظيمات الإرهابية.
وأوضحت المصادر أن الأهداف التي تسعى لتحقيقها الجماعات الإرهابية في سيناء لا تختلف عن تلك التي تعمل عليها في سوريا وليبيا والعراق، وأن مصر قررت مواجهة هذه الجماعات المتطرفة في الداخل والخارج دون تفريق.