"فجر
السعيد: الطائرات
المصرية أقلعت الآن لتقصف ليبيا".. "فجر السعيد: القوات المصرية تقتل العشرات من مقاتلي داعش في درنة".. "فجر السعيد: عناصر داعش تفر إلى مدن الجنوب الليبي"، كانت هذه نماذج من عناوين الأخبار التي نقلتها وسائل الإعلام المصرية عن "فجر السعيد".
قد يظن البعض أن "فجرالسعيد" هو المتحدث باسم الجيش المصري أو أحد القادة العسكريين، لكن المفاجأة أنها ليست سوى كاتبة كويتية لم يعرف عنها يوما عملها بالصحافة أو الاهتمام بالشأن الليبي أو الأخبار العسكرية، ومع ذلك تنقل الصحف الحكومية والخاصة والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء المصرية عنها طوال الأيام الثلاثة الماضية تطورات العمليات العسكرية المصرية في ليبيا.
ولا يعرف أحد حتى الآن سبب ثقة كل هذه الجهات في الأخبار التي تنقلها فجر السعيد عبر حسابها على تويتر عن الجيش المصري وكأنها مراسل حربي يغطي الحرب من أرض المعركة، ولا السر وراء اهتمامها المفاجئ بتطورات الأحداث في ليبيا أو متابعة الشأن العسكري.
وتنقل فجر السعيد أخبارا من جانبي المعركة، فمرة تنشر صورا للطائرات المصرية قبل إقلاعها من قواعدها في غرب البلاد لتنفيذ هجمات جوية على ليبيا، ثم تنشر بعدها أخبارا من الأراضي الليبية عن تطورات المواجهات في الميدان بين القوات المصرية وعناصر تنظيم الدولة.
وتعمل فجر السعيد في كتابة الأدب والدراما، كما تنتج مسلسلات تلفزيونية وإذاعية كويتية، وتمتلك قناة فضائية خاصة.
اشتهرت السعيد بعدائها الشديد لثورات الربيع العربي، وتأييدها للانقلاب في مصر، كما عرف عنها قربها الشديد من عائلة الرئيس المخلوع حسني مبارك، حتى أنها تمكنت من زيارته في المستشفى وقت أن كان محبوسا على ذمة عدد من القضايا التي تم تبرئته منها لاحقا.
وأجرت فجر السعيد حوارات مطولة مع مبارك وزوجته سوزان ثابت، وعملت فيه على تجميل صورة عائلة مبارك وأشادت فيه بحكمة مبارك وطهارة يده، وأصالة سوزان مبارك ووقوفها في وجه الظلم الذي تعرض له زوجها وولداها علاء وجمال.
تحذير متأخر
وبعد أن سارت صحيفة اليوم السابع في الركب، عادت وحذرت من خطورة تناول الأخبار العسكرية من خلال حسابات الشخصيات العامة على مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى فجر السعيد.
وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر يتم دون الرجوع إلى المصادر الرسمية في
القوات المسلحة وأنه يشكل خطورة على الأمن القومي، وحذرت من خطورة تداول أنباء عن القوات المسلحة وتحركاتها بعيدا عن المصادر الرسمية.
وأعلنت الصحيفة عدم نشر أي أخبار حول القوات المسلحة دون الرجوع إلى المصادر العسكرية الرسمية، وناشدت وسائل الإعلام المصرية إلى الإلتزام بهذه المبادرة.
ونقلت عن اللواء طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قوله إن الأخبار التى تنشر عن القوات المسلحة عبر صفحات التواصل الاجتماعي تهدف إلى بث الشائعات وتضليل الرأي العام وإحداث فرقة بين الشعبين المصري والليبي.
السكوت دليل الرضا
ويقول نشطاء إن هذه الحالة تعكس عدم مهنية وضعف الإعلام المصري الذي ينقل أخبارا عن شخصية غير مختصة دون تأكد من صحتها.
فيما ألقى آخرون باللوم على المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية الذي اتهموه بالتقصير، حيث خلت صفحته على فيس بوك من أي متابعات حقيقية للأحداث بخلاف أخبار زيارة السيسي للمنطقة الغربية وتوقيع مصر صفقة طائرات الرافال الفرنسية.
الغريب أن الجيش المصري الذي ظل لعقود طويلة يحظر على الإعلام نشر أي أخبار عن القوات المسلحة دون مراجعة من إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، وكثيرا ما عاقب صحفيين وسياسيين بالسجن بتهمة إذاعة أخبار غير دقيقة عن القوات المسلحة، لاذ بالصمت المريب أمام سيل الأخبار التي تنقلها فجر السعيد.
ولم يصدر عن المتحدث العسكري، حتى ساعة كتابة هذا التقرير، أي تكذيب أو تعليق على أخبار فجر السعيد، في سكوت قد يعني ضمنيا الرضا عما تقوله.