حذّر الخبير الإسرائيلي في الحركات الإسلامية أفرايم هراري، من أن تنظيم "داعش" يسعى للسيطرة على
ليبيا كبوابة للوصول إلى
أوروبا، وتحقيق حلم الخلافة الإسلامية.
ودعا هراري في مقالته بصحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد، إلى شن حرب برية واسعة النطاق على التنظيم حتى تتم تصفيته ومنع انتشاره.
وطالب أوروبا باتخاذ خطوات تدمج بين منع انتشار الفكر الجهادي وبين احترام الإنسان المسلم المخلص لدولته كإنسان.
وأضاف أن
تنظيم الدولة أعطى لنفسه الشرعية لتحقيق الهدف الإسلامي التقليدي بسيطرة الإسلام على العالم كله، بعد تنصيب زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي نفسه خليفة للمسلمين في العالم.
ونوه إلى أنه يُسمح بالقضاء الإسلامي فقط في ظل وجود خليفة يحكم العالم الإسلامي. وهذا الهدف يقتضي أولا وقبل كل شيء حربا معلنة من قبل الدولة الإسلامية ضد أنظمة الحكم التي تعتبر كافرة، ومنهم الشيعة والعلويون في العراق وسوريا، إضافة إلى نيجيريا المحكومة من قبل زعيم مسيحي، وليبيا السنية.. كما أنها تُشرع الجهاد ضد كل حاكم مسلم؛ لأنه بحسب الشريعة فقد انتهت صلاحيته بعد تتويج "خليفة" لكل المسلمين.
وأشار هراري إلى أن المرحلة القادمة هي سيطرة الإسلام على باقي العالم وخاصة في أوروبا؛ إذ إن الدولة الإسلامية أعلنت روما هدفًا لها، والآن تخطط لاستخدام ليبيا بوابة للسيطرة على أوروبا.
وتابع بأن تنظيم الدولة سيقوم بإغراق أوروبا بنصف مليون من المهاجرين الذين سيتم نقلهم إليها، من خلال خلق خطر كارثي إنساني في البحر الأبيض المتوسط. وهناك طرق أخرى تتم من خلال العمليات، مثل عملية مهاجمة الكنيس المركزي في كوبنهاغن، حيث إنه فجأة يقوم مسلم أوروبي مخلص للخليفة في الصباح، ويأخذ بندقية ويبدأ بالقتل بدون تمييز. وأكد أن قدرة شخص منفرد على الوصول إلى الوسائل القتالية القاتلة تزيد من صعوبة المشكلة.
وحذر إسرائيل من خطورة أن تحوّل الدولة الإسلامية والمنظمات القريبة أيديولوجيا منها، كلّ الفضاء في المنطقة الواقعة للشرق منها إلى كيان إسلامي متطرف.
وأضاف أن الخطر الآخر بالنسبة لإسرائيل يتمثل في نظرة التنظيم لليهود، إذ إنهم يعدّون أعداء للإسلام، ولذلك سيحولهم تنظيم الدولة إلى هدف مركزي.
وفي استراتيجية التصدي للتنظيم بنجاح، أكد هراري أن سياسات الهجوم من الجو فقط مصيرها الفشل، فداعش تعلمت كيفية امتصاص هذه الضربات، وسيطرة البغدادي على المدينة الاستراتيجية الواقعة في غرب العراق تثبت ذلك.
بالإضافة لذلك، فإن العقاب البسيط لأولئك الذين يظهرون تأييدهم للدولة الإسلامية أو المنضمين إليها، لا يكفي للردع، بحسب هراري.
وطالب الغرب باتباع سياسة تقوم على محورين؛ أولها بشن معركة واسعة النطاق على الأرض ضد الدولة الإسلامية، حتى تصفيتها.. والأمر الآخر وفقا لهراري، يتم باتخاذ سلسلة من الإجراءات الصارمة داخل حدوده، تتمثل في: أولا، منع التعليم والوعظ للجهاد وكراهية غير المسلمين في المدارس والمساجد بما في ذلك إيقاع عقاب سريع وقاس للمخالفين لهذا الحظر. وثانيا، أن على الغرب ملاحقة ومتابعة مواقع الإنترنت الجهادية التي تعتبر مصدرا ناجعا لتلقين الشباب المسلم في كل أرجاء العالم، وحتى لمنع نشاط هذه المواقع.
وأشار هراري إلى ضرورة إضافة خطوة أخرى في استراتيجية التصدي لداعش؛ وذلك بتشجيع الزعماء الإسلاميين الذين يعترفون بالخطر الكامن في "الإسلام المتشدد"، والذين يتجرّأون على اتخاذ خطوات عملية لإصلاحه.
وقدم الكاتب مثالا يحتذى لهؤلاء القادة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ولكنّه أبدى أسفه أن السيسي يتصرف مثل دكتاتور ويعيد رؤساء نظام مبارك الفاسد إلى مراكزهم، واستدرك بالقول إنه "يبدو أن الفائدة تفوق الضرر".
وختم مقاله بالقول: "الدمج بين الانتصار السياسي حتى تصفية الدولة الإسلامية، وبين المعالجة الجذرية بقبضة حديدية ضد المسلمين في الغرب الذين يشتغلون بالجهاد ويدعمونه، مع الحفاظ على الاحترام الكامل للمسلم المخلص للدولة التي يعيش فيها، كإنسان.. كل هذا يُبين للعالم الإسلامي أن الله لا يقف إلى جانب أولئك الذين يحاولون تحقيق حلم سيطرة الإسلام على العالم".