بعد خمس سنوات من قطع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، عادت اليوم
المغرب إلى تطبيع علاقاتها مع
إيران، وفتحت إيران سفارتها بالرباط.
في الوقت نفسه، سمحت السلطات المغربية للشيعة المغاربة، بالترخيص لتأسيس مؤسسة فكرية تحت اسم "الخط الرسالي للدراسات والنشر"، فهل للوجود الشيعي بالمغرب علاقة بتطبيع الرباط علاقتها مع طهران؟
الصراعات الطائفية
أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، قال في تصريح لـ"
عربي21": "إن الخلاف بين المغرب وإيران، بدأ منذ الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه القريب من المغرب".
وأضاف أن "المغرب طالما حرص على وحدة المذهب المالكي، تجنبا للصراعات الطائفية"، مؤكدا أن "هذا هو السبب في الأزمة السابقة بين إيران والمغرب التي حصلت في العام 2009، لما اتهم هذا الأخير طهران، بالتدخل في شؤونه الداخلية، ونشر التشيع، وبالتالي قطع العلاقات الدبلوماسية".
وبين شيات أن "هناك تقاطعا بين الوجود الشيعي بالمغرب، وبين علاقة هذا الأخير بإيران"، موضحا أن "سلطات المغرب تتعامل بنوع من المرونة، مع
الشيعة في المغرب حتى تقدم لإيران مؤشرات إيجابية من شأنها توطيد العلاقة بين البلدين"، لافتا إلى أن "الترخيص للشيعة من شأنه أن يعطي للمغرب مكاسب سياسية".
فيما نفى الخبير في العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني، أن "ترخص الرباط للشيعة للعمل بشكل علني وقانوني في المغرب، مؤكدا أن "الخط الرسالي للدراسات والنشر نليس جمعية، وإنما مؤسسة فكرية حصلت على ترخيصها من المحكمة التجارية، كما أنها لم تأخذ هذا الترخيص على أساس أنها حركة شيعية".
وأشار الحسيني إلى أن "أزمة المغرب السابقة مع إيران، تبددت بانتهاء حكم محمود أحمدي نجاد لإيران، ومع مجيء
حسن روحاني عبر المغرب عن رغبته في عودة المصالح بين البلدين"، مؤكدا أن "ذلك لا يعني الترخيص لجمعيات شيعية بالمغرب".
يشار إلى أن أزمة الرباط وطهران اندلعت قبل خمس سنوات، وبالتحديد في 6 مارس 2009، عندما أعلنت الرباط تضامنها مع البحرين على خلفية تصريحات مسئولين إيرانيين على أنها محافظة كانت تابعة لإيران، وبعد اتهام المغرب لإيران في التدخل بشؤونه الداخلية والمس بالسيادة المذهبية ونشر التشيع.