أجمعت
فصائل فلسطينية على أن القرار
المصري بحق حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"؛ هو قرار خطير جدا وخاطئ، ويجب العمل بكل الوسائل المشروعة من أجل إلغائه، مطالبين مصر بالتراجع الفوري عنه.
وقضت
محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة السبت باعتبار حركة "حماس"، "منظمة
إرهابية"،وسبق للمحكمة ذاتها أن أصدرت الحكم ذاته بحق كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لـ"حماس".
المبادرة الوطنية الفلسطينية
أكد الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن القرار الصادر عن أحد المحاكم المصرية بحق حركة "حماس"؛ هو قرار "خاطئ ومتسرع وغير صحيح".
وطالب البرغوثي الجانب المصري بالتراجع الفوري عن القرار لأنه يلحق الضرر بمصر ودورها العربي والإقليمي والوطني، وبالمصالح المصرية، وخصوصا كراعية للمصالحة الوطنية الفلسطينية"، داعيا في الوقت ذاته لتشكيل "قيادة فلسطينية موحدة، لأنها من أهم العوامل التي تمنع مثل هذه التطورات".
وأضاف لـ"عربي21" أن "حماس، حركة مقاومة وطنية فلسطينية وليست حركة إرهابية، ولا يمكن القبول بمثل هذا الوصف بأي حال من الأحوال".
وجدد تأكيده على موقف كافة القوى الفلسطينية القاضي "بعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة عربية ومن ضمنها مصر"، مستدركا في ذات الوقت أنه "يجب أن لا يسمح لـ(إسرائيل) بأن تستفيد من مثل هذه الأوضاع المتوترة".
وشددالأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية على أن "الإرهابي الحقيقي في المنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي؛ التي تمارس أبشع أنواع الإرهاب في المنطقة منذ سنوات طويلة".
وقال: "العدو الحقيقي لمصر هي (إسرائيل) التي تحاول جاهدة أن تحاصر مصر بكل الوسائل؛ عبر إلحاق الضرر بمصالحها في مياه النيل، ومحاصرة دورها في أفريقيا وليس أي طرف فلسطيني".
حركة "فتح"
من جانبه أكد القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" يحيى رباح أن قرار مصر بحق "حماس" "خطير جدا، ويجب البحث عن طرق للمعالجة بعيدا عن توتير الأجواء أكثر مما هي متوترة"، معتبرا أنه "من مصلحة المجموع الفلسطيني أن تقوم "حماس" باستخدام منصة القضاء المصري ذاته لدحض هذه الأحكام وإلغائها".
وأضاف لـ"عربي21": "هذا الحكم بدائي قابل للاستئناف والنقض"، مطالبا الجميع باستخدام "الطرق القانونية والدبلوماسية وكافة الوسائل الأخرى من أجل إلغاء هذا القرار لأن الفرصة لا تزال متاحة".
وحول الدور الذي يمكن أن يقوم به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة "فتح"؛ أوضح القيادي في "فتح" أن من "واجبات الرئيس عباس أن يفعل كل ما بوسعه من أجل إلغاء القرار المصري بحق حركة "حماس"، وأن يزيل هذا الاستعصاء في العلاقة بين مصر و"حماس"".
وأضاف: "يجب أن يسعى الرئيس بكل الوسائل المشروعة لإلغاء هذا القرار بحق "حماس" والذي سبقه بحق "كتائب القسام"".
وفي تصريح سابق لـ"عربي21" أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" النائب يحيى موسى أن القرار المصري القاضي باعتبار"حماس" "منظمةإرهابية"، هو قرار "سياسي، يسيء لمصر وجيشها وشعبها".
حركة الجهاد الإسلامي
من جانبها شددت حركة الجهاد الإسلامي على لسان القيادي أحمدالمدلل على أن هذا القرار "خطير، في حق حركة المقاومة الإسلامية حماس"، مطالبا الجانب المصري "بمراجعته هذا القرار".
وأكد المدلل لـ"عربي21"، أن حركة "حماس" إلى جانب حركة الجهاد وحركات المقاومة "حددت عدوها المركزي جيدا؛ وهو العدو الصهيوني"، مؤكدا أن حركات المقاومة "تعمل على أمن واستقرار مصر، وليس لها أي تدخل في الشأن المصري أو العربي".
وأوضح أن حركة الجهاد الإسلامي "لا تعتبر هذا القرار قرارا رسميا، لأنه لم يصدر عن جهة رسمية مصرية وإنما صدر عن محكمة الأمور المستعجلة؛ وهي لا تعبر عن القرار الرسمي أو الشعبي المصري"، على حد تقديره.
وأرجع القيادي في الجهاد الإسلامي ذلك "لأن تلك المحكمة تصدر الأحكام بناء على الأوراق المقدمة لها بطريقة مستعجلة دون الرجوع إلى أي جهة رسمية".
في السياق ذاته، قال رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية هذا القرار "يضر بمصلحة الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة كما يضر بمصلحة الأمة العربية"، موضحا أن النتائج السياسية لهذا القرار "ضارة بالقضية الفلسطينية".
وأكد لـ"عربي21" أن حركة "حماس" وكتائب القسام هي "جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني ولها أداء متميز في مقارعة الاحتلال الصهيوني".