أبدى مراقبون
مصريون اندهاشهم من تغير موقف السلطات المصرية التي دأبت منذ ثورة 25 يناير عام 2011، وإسقاط حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، على رفض منح
الإسرائيليين تأشيرات دخول إلى مصر، متعللة بالأسباب الأمنية، إلى موافقتها على منح تأشيرات سياحية لمجموعات سياحية إسرائيلية لزيارة مصر، وذلك لأول مرة منذ الثورة.
وأشاروا إلى أن قيام السفارة المصرية في تل أبيب بمنح هذه التأشيرات للأفواج الإسرائيلية مؤخرا إنما يدل على وجود إرادة سياسية قوية لدى الجانب المصري في منح هذه التأشيرات، في الفترة الراهنة، بدليل عدم استقرار الوضع الأمني في مصر.
ولم يستبعدوا أن النظام المصري يحاول الاستعانة بالسياحة الإسرائيلية عنصر دعاية في الغرب للمؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في الفترة من 13 إلى 15 آذار/ مارس الحالي في منتجع شرم الشيخ السياحي، ومن أجل تحريك الركود في قطاع
السياحة بمصر.
فقد نقلت صحيفة "الشروق" المصرية (المساندة للانقلاب) -الخميس- عن موقع ميجافون الإخباري الإسرائيلي تأكيده أن أول فوج سياحي إسرائيلي وصل بالفعل إلى القاهرة في شهر شباط/ فبراير الماضي .
وأضاف الموقع -بحسب "الشروق"- أن رحلة أخرى جديدة سوف تنطلق في الخامس من شهر نيسان/ أبريل المقبل إلى مصر، على أن تستغرق تسعة أيام، وأن شركة "أيالا جيؤجرافيت" السياحية الإسرائيلية سوف تنظمها خلال فترة عيد الفصح اليهودي.
ودأب مكتب "مكافحة الإرهاب" التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي -في خلال الأعوام الأربعة الماضية- على إصدار تحذيرات للإسرائيليين من السفر إلى مصر، وحث الإسرائيليين المتواجدين فيها على سرعة مغادرتها، تحسبا لوقوع أعمال إرهابية ضد أهداف إسرائيلية.
ورفع المكتب في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي درجة التحذير من السفر إلى مصر كلها إلى اللون الأحمر، وهى ثاني أعلى درجة في سلم التحذيرات من السفر، لذلك تضاعفت دهشة المراقبين المصريين من هذا التبدل المفاجئ في المواقف.
وربط المراقبون أيضا بين هذا التغير وتوتر العلاقات بين الحكومة المصرية، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وهو ما بلغ ذروته بقرار محكمة الأمور المستعجلة المصرية بعَدّ حركة حماس منظمة إرهابية قبل أيام، متوقعين أن يزداد عدد السياح الإسرائيليين في مصر بشكل مضطرد خلال الشهور القليلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "الشروق" عن موقع شركة السياحة الإسرائيلية أن الجولة السياحية داخل مصر سوف يقودها المرشد إيلي ميئيلي الذي يملك خبرة 30 عاما في الإرشاد السياحي إلى مصر، وترافقها قوة تأمين من الشرطة المصرية طوال جولتها، حسبما ذكرت .
وأضافت الصحيفة أن برنامج الرحلة سوف تشمل زيارة الأماكن الدينية والسياحية المشهورة في مصر مثل معبد ابن عزرا ومسجد ابن طولون والسلطان حسن، ومسجد محمد علي، ومنطقة الأهرامات وسقارة والمتحف المصري، والمعبد الجنائزي، وسد أسوان ومعبد أبو سمبل والكرنك ومقبرة توت عنخ آمون، إلى جانب جولة في سوق خان الخليلي، ورحلة نيلية.
ويُسمح للإسرائيليين بدخول سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية دون الحصول على تأشيرة، لمدة أسبوعين فقط، لكن يتوجب عليهم الحصول على تأشيرة من السفارة المصرية في تل أبيب إذا أرادوا دخول أي من المدن المصرية.