قال النائب
اللبناني عن
حزب الله نواف الموسوي إن دماء الشهداء لم تغير التاريخ اللبناني فحسب، بل غيرت المنطقة بأكملها، بالانتصار "في كل ساحة" تخوضها المقاومة، في إشارة إلى التحالف
الإيراني.
وقال موسوي إن "المقاومة هي من ترسم السياسة الفعلية في لبنان وفي المنطقة، ولا نقول ذلك تقليلاً من دور أحد فيهما، ولكن من باب ترتيب الذين يسهمون في صناعة القرار، فلولا المقاومة لما كان هناك تحرير، ولولا مبادرتها إلى كسر الالتفاف الذي كان يتم من وراء ظهرها عبر
سوريا، والتضحيات التي قدمتها والمعارك التي تخوضها، لما كان لبنان اليوم قادراً على أن يعيش في الأمن والتنوع اللذين ينعم فيهما".
وقال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" في البرلمان في خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية "إن الشهداء الذين قدمناهم ونقدمهم في أكثر من موقع، هم الذين يكتبون اليوم المصائر والمستقبل"، مضيفاً "نحن لا ننتظر حدثاً معيناً لنبني على أساسه رهاناتنا أو خياراتنا، بل نحن نبني سياساتنا على أساس تصور واضح يقوم على تحرير ليس بلادنا فحسب، وإنما على تحرير إرادتنا السياسية أيضاً، وهو تصور يحرص على أن تبقى المنطقة تعيش بمكوناتها جميعها من مسيحيين ومسلمين وسنة وشيعة ودروز، فلا يمكن لأحد أن يلغي الآخر".
وقال الموسوي "لو كنا مكتوفي الأيدي وننتظر ما يحصل في سوريا أو من ناحية العدو الصهيوني، لكان المد التكفيري قد وصل إلى لبنان ودمر عائلاته بمكوناتها جميعها، ولكننا وقفنا لنكتب مستقبلنا بيدنا وبدماء شهدائنا، حيث إن الأمور قد اختلفت كثيراً بين ما كانت عليه في العام 2012 وبين ما هي عليه اليوم"، معتبراً أن العالم "وقف بأسره ليشاهد من هي القوى التي تتقدم في المنطقة وتحقق الانتصارات في كل بلد من البلدان، ونحن لن ندخل في تعدادها، ولكن رئيس حكومة العدو قد عددها أمام كونغرس ينصاع بأغلبيته للوبي الصهيوني".
وأضاف "إن إسرائيل التي تهدد، باتت تستجدي أمناً من هذه الدولة أو تلك، وما كان ذلك إلا بسبب المقاومة التي غيرت الواقع الإسرائيلي في المنطقة من دولة عظمى إلى دولة من العالم الثالث، وجعلت الولايات المتحدة غير قادرة على الانفراد وحدها في تقرير مصير المنطقة".
وشدد على "أننا اليوم في طريقنا إلى تكريس انتصارنا في كل ساحة نخوض فيها المواجهة، ونحن في لبنان من موقع المنتصر على العدو الصهيوني والتكفيري، نمد يدنا إلى الجميع من أجل التفاهم على إقامة لبنان المستقر الذي يحيا في ظله أبناؤه جميعاً، ولذلك فإن هذه الحوارات التي نقيمها اليوم ليست إلا من باب الحرص على بقاء هذه المنطقة ضامة لكل التنوع الذي عاشته على مدى قرون"، مشيراً إلى أنه لا سبيل لذلك إلا "بالحوار الذي يتخلى فيه أطرافه عن الرهان على تطورات خارجية لن تكون إلا في صالح المقاومة ونهجها".