يتربع سوق "السبت" على مساحة ثلاثة دوانم في منطقة جب جنين على الطريق الواصلة بينها وبين قرية كفريا البقاعية، شرق لبنان. ويستأجر أصحاب البسطات تلك المساحة من مالكها بالتعاون مع بلدية المنطقة ليقوموا بوضع بسطاتهم وعرض السلع التي يبيعونها.
تتوزع المساحة إلى أقسام كثيرة يشغلها بسطات منوعة، بين خضار وفاكهة وملابس وأدوات منزلية بسيطة ومنوعة تلبي احتياجات الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين يقصدون هذا السوق لابتياع حاجياتهم بدءًا من الأكل وانتهاء باللباس والألعاب والعطور والهدايا.
يفتح السوق يوم "السبت" فقط في هذه المنطقة وينتقل السوق ككل إلى مكان آخر بمنطقة أخرى في الأيام الأخرى.
في السوق تجد الدرك اللبناني (الشرطة) منتشرين على جانبي الطريق المؤدية الى السوق منعًا للازدحام ودرءًا للمشاكل بين الباعة والزبائن. وداخل السوق أيضًا عناصر من الأمن يجوبون بين البسطات منعًا لحدوث أي مشاجرات بين روّاد السوق.
أبو علي (40 عاما)، وهو لقب أحد الباعة الذي اكتفى بالتعريف عن نفسه بلقبه، يعمل في السوق كبائع للألبسة والأحذية الأوروبية المستعملة (البالة)، يقول: "أبيع الألبسة والأحذية الولادية والرجالية المستعملة بسعر زهيد. يستهدفنا الفقراء ومحدودو الدخل لشراء حاجياتهم".
وعن وضعهم المعيشي والاقتصادي قال: "كنا نبيع في اليوم الواحد 100- 200 دولار تكفيني وأسرتي. أما اليوم فأنا أشتري البضاعة وأتكلف لنقلها وشحنها هنا ونحصل على 50 ألف ليرة لبنانية (ويعادل 35 دولارًا تقريبًا) في اليوم. وضعنا الاقتصادي أصبح معدومًا".
ويعود لينادي على بسطته بصوته العالي "سباط للحساسية بتلبسه الختيارة بترجع صبية بألف ليرة بس (0.70$)".
في مشهد عام تشاهد جموعًا غفيرة تتوزع على البسطات وتشتري من هنا وهناك، فهذه امرأة تقلب ثيابًا لابنها الواقف بجانبها، وأخرى تتفحص ألبسة الأطفال المستعملة، وشاب يقيس ويبحث عن حذاء مناسب بين كومة أحذية ملقاة أمام البسطة.
وشرع آخر بترتيب بعض الألبسة الملقاة بترتيب على حامل معدني، يقلبها ويتفحصها ويجوب حول بسطته، وينادي لجذب الزبائن.
ويوجد في السوق عدد من بائعي السندويتش والأغذية الجاهزة التي تلقى رواجًا حيث يعتبر البعض السوق نزهة يتناولون فيها الطعام من فلافل أو بطاطا مقلية أو حتى من الكباب واللحم المشوي.
وتلاحظ في السوق وجود سيدات لبنانيات وأخريات سوريات ينتقين الخضار والفاكهة من هنا وهناك.
أما عن السلع فبعضها يجلب من المزارع في لبنان وأخرى تستورد بسبب قلتها أو ندرتها، ويشكو أحد المزارعين من عدم تصريف بضاعته بسبب الاعتماد على البضاعة المستوردة، وقال إن "البطاطا ما زالت في الأرض لم تقتلع بعد، ويستوردون البطاطا المصرية وهذه خسارة لنا".
وعلق البعض بأن الأحوال المعيشية سيئة في لبنان بسبب وجود السوريين الفارين من الحرب. وعلق أحدهم قائلاً: "الحل أن نخرج من هذه البلاد. لازم نهاجر".