حذرت محللة في مجال مكافحة
الإرهاب من أثر الأندونيسيين العائدين من ساحات القتال في
سوريا على تقوية الحركة الجهادية في أندونيسيا.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن مديرة معهد تحليل السياسات والنزاع في أندونيسيا، سيدني جونز، قولها إن عودة المقاتلين من سوريا ستعطي الجماعات الإرهابية في أندونيسيا دفعة حقيقية.
ويشير التقرير إلى أن جونز كانت تتحدث أمام معهد "لوي" للسياسات العامة في أستراليا، حيث أشارت إلى أن الجماعات الجهادية في أندونيسيا مشتتة، وتعاني من انشقاقات، خاصة بعد
هجمات بالي عام 2002.
وتذكر الصحيفة أن جونز قالت إن انهيار حكومة سوهارتو في عام 1998 والهجمات على النوادي الليلية في بالي، كانت تعد مرحلة الذروة التي "قوت الجماعات الجهادية في المنطقة". وأضافت أنهم "كانوا يعتقدون أن تفجيرات بالي، التي ترافقت مع الاضطرابات السياسية، قد تؤدي إلى ثورة إسلامية في أندونيسيا".
وعوضا عن ذلك فقد قادت الهجمات إلى حملة قمع قامت بها قوات الأمن ضد الجماعات الجهادية، حيث شكلت الحكومة وحدة خاصة وهي "الكتيبة الخاصة 88"، التي عملت على ملاحقة الجماعات الجهادية وتفكيكها وشق صفوفها.
ويلفت التقرير إلى أن الشباب الأندونيسيين بدأوا بالسفر إلى سوريا في منتصف عام 2013، وذلك بحسب جونز، التي عملت منسقة برنامج جنوب شرق آسيا في مجموعة الأزمات الدولية، وتؤكد أن عددهم قد زاد بشكل كبير بعد إعلان
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن "الخلافة" صيف عام 2014.
وتبين الصحيفة أن هناك 127 متطوعا من أندونيسيا تم التأكد منهم في سوريا الآن، ولكن العدد قد يكون أكبر، وتعلق جونز: "هناك قائمة انتظار طويلة للراغبين في السفر إلى هناك". ويحتاج المتطوع الراغب بالانضمام إما إلى جبهة النصرة السورية أو تنظيم الدولة، إلى الحصول على توصية من "لجنة اختيار" في أندونيسيا.
ويفيد التقرير بأنه في البداية كان الشبان هم من انجذبوا للسفر إلى المنطقة، خاصة بعد الوعود بالحصول على شقق مفروشة ورواتب شهرية وتدريب على معدات متقدمة، ولكن المرحلة الأخيرة شهدت عائلات بأكملها تقوم باجتياز الحدود من تركيا إلى سوريا.
وتورد الصحيفة تأكيد جونز أن من ينضمون للقتال هم "فئة صغيرة من هامش الهامش"، وحتى في داخل التيار السلفي الجهادي الأندونيسي يظل تنظيم الدولة انقساميا. وهناك كتيبة تضم ماليزيين وأندونيسيين يبلغ عدد عناصرها مئة ممن يتحدثون عن إقامة دولة إسلامية في جنوب شرق آسيا، وتستدرك جونز بأنه "لا يوجد هناك أمل لتحقيق ذلك، لكنها تظل هي الهدف".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن تأثير النزاع القاسي بدأ يظهر من خلال الهجمات المحلية، التي حاول أفراد تنفيذها، بما في ذلك محاولة الهجوم على مركز تسوق في سيدني باستخدام غاز الكلور. وتقول جونز: "إن فكرة استخدام غاز الكلور جاءت من النزاع السوري".