حشد متظاهرون ضد استغلال
الغاز الصخري، جنوب
الجزائر، لتنظيم "مسيرة مليونية"، بمحافظة ورقلة، السبت 14 آذار/ مارس، احتجاجا على قرار الحكومة عدم التراجع عن استغلال هذا النوع من الطاقة.
وتتواصل
المظاهرات الشعبية التي انطلقت منذ بداية العام، في منطقة "عين صالح"، بمحافظة تمنراست، جنوب الجزائر، للتنديد بقرار الحكومة باستغلال الغاز الصخري، والمطالبة بوقف مشاريعه، كما شهدت المظاهرات تصعيدا لافتا إثر خطاب للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يوم 24 شباط/ فبراير الماضي، أكد فيه أن "الحكومة لن تتراجع عن المشروع".
ورصدت الحكومة الجزائرية غلافا ماليا ب70 مليار دولار لمشاريع استغلال الغاز الصخري، وتتضمن أيضا التنقيب والاستكشاف.
وتوسعت الاحتجاجات المناهضة للغاز الصخري إلى المحافظات الجنوبية المجاورة لمحافظة تمنراست، على غرار محافظات: ورقلة وإليزي وبشار.
ويشارك بالمسيرة المليونية التي تحضر لها " اللجنة الشعبية لمناهضة استغلال الغاز الصخري" بمنطقة عين صالح، حيث بدأت الحكومة بالتنقيب عن الغاز الصخري، محتجون من كافة المحافظات الجنوبية.
وقررت أحزاب سياسية بالعاصمة الجزائر، المشاركة في المسيرة المليونية، وأعلنت حركة" النهضة" المعارضة الخميس، عن قرار " النزول إلى ورقلة من أجل المشاركة في المليونية"، إذ قال القيادي بالحركة محمد حديبي، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الخميس أن "وفدا قياديا تحت إشراف الأمين العام محمد دويبي، سيتنقل إلى محافظة ورقلة الجمعة من أجل المشاركة في المسيرة المليونية، وسيعمل الوفد على حشد مناضلي الحركة في كافة محافظات الجنوب للالتحاق بالمسيرة".
وأفاد الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، خلال لقائه مع وزير الخارجية البرتغالي، الثلاثاء 10 آذار/ مارس الجاري أن " الجزائر مدعوة لاستغلال التنوع الطاقوي الذي تزخر به، بما في ذلك الغاز الصخري"، بينما ردّ محمد حديبي أن " النهضة ستشارك في المسيرة المليونية من أجل الرد على استفزازات الوزير الأول ومسؤولين آخرين بالدولة".
من جهته، أعلن "قطب التغيير"، المشكل من سبعة أحزاب معارضة، المشاركة بالمسيرة المليونية، الأربعاء، تلبية لنداء " اللجنة الشعبية لمناهضة الغاز الصخري"، وقال بيان للقطب إنه " سيكون ممثلا برؤساء أحزاب وشخصيات، تضامنا مع سكان مناطق الوطن المعنيين باستكشاف الغاز الصخري".
وانتقد "قطب التغيير" ما وصفه بـ" اللجوء إلى استعمال القوة لمواجهة مطالب مواطنية مشروعة"، في إشارة إلى تدخل قوات من الجيش الجزائري لفض اعتصام المحتجين في عين صالح، الأسبوع الماضي.
وقال بن عمر بن جانة، الخبير الأمني الجزائري، بتصريح لصحيفة "
عربي21"، الخميس إن "توظيف الجيش في احتجاجات عين صالح، جاء بعد فشل الأجهزة المدنية في حل الأزمة"، وتابع أن "الجيش يتدخل أيضا في الكوارث الطبيعية كالزلازل و الفيضانات"، كما يعتقد بن جانة أن اللجوء إلى الجيش "تم في المنطقة لأنه جهاز محترم عند المواطنين، وهو القادر على احتواء الوضع".
وقضية الغاز الصخري في الجزائر، مرشحة لأن تتخذ أبعادا دولية، حيث يبحث ناشطون من الجزائر وتونس تشكيل جبهة موحدة ضد استغلال الغاز الصخري في البلدين، إذ إنه من المعروف أن سكان مدينة القيروان في تونس تظاهروا ضد استغلال هذا النوع من الطاقة، وتمكنوا من إفشال المشروع.
ويرتقب أن يشارك ما لا يقل عن 100 جمعية وهيئات إعلامية وحقوقيون، في " المنتدى الاجتماعي العالمي"، الذي سيعقد في تونس نهاية الشهر الجاري، تمهيدا للمشاركة بمؤتمر حول البيئة والمناخ، سيعقد في باريس، قبل نهاية السنة الجارية، حيث وُضع ملف الغاز الصخري الجزائري في جدول أعمال المؤتمر.