عقد وزيرا الخارجية الأمريكي جون
كيري ونظيره الإيراني، محمد جواد
ظريف، الاثنين، جولة مفاوضات شاقة في
سويسرا على أمل التوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني، لكن دبلوماسيا أمريكيا بدا غير متفائل بفرص التوصل إلى اتفاق مماثل في نهاية آذار/ مارس الجاري.
وصرح الدبلوماسي الأمريكي بعد خمس ساعات من المفاوضات بين الوزيرين الأمريكي والإيراني في لوزان: "ما زال على إيران اتخاذ قرارات صعبة جدا وضرورية لتهدئة المخاوف الكبرى المتبقية بخصوص برنامجها النووي".
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته: "لا نزال نأمل بأن نتمكن من تحقيق ذلك، ولكن بصراحة لا زلنا لا نعلم ما إذا كنا سنتمكن من ذلك".
وبعد 12 عاما من التوتر الدولي و18 شهرا من المحادثات المكثفة حددت إيران ودول مجموعة "5+1" مهلة تنتهي في 31 آذار/ مارس للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم امتلاك إيران القنبلة الذرية مطلقا، مقابل رفع العقوبات.
من جهته صرح ظريف كما نقل عنه موقع التلفزيون الإيراني الرسمي: "تمت مناقشة موضوعات عدة، من العقوبات إلى رسالة أعضاء مجلس الشيوخ في الكونغرس (...) نريد معرفة موقف الحكومة في هذا الموضوع".
وأضاف الوزير الإيراني: "بالنسبة إلى البعض صرنا أقرب إلى اتفاق، بالنسبة إلى البعض فإن (بلوغ) حل بات تماما في متناول اليد، ولكن بالنسبة إلى آخرين فإن آراءنا تختلف"، موضحا أن المشاورات ستستمر حتى الجمعة و"سنرى ما ستسفر عنه".
في حال التوصل إلى اتفاق سياسي بحلول 31 آذار/ مارس الجاري، فإن مجموعة "5+1" وإيران ستقوم بوضع اللمسات الأخيرة على كل التفاصيل التقنية بحلول 30 حزيران/ يونيو أو الأول من تموز/يوليو المقبل.
وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية واستحالة توصل طهران إلى صنع قنبلة ذرية.
كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية ومدة الاتفاق، ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.
وهناك خلاف بين إيران ومجموعة "5+1" حول وتيرة تعليق العقوبات، إذ تريد طهران رفع الإجراءات العقابية التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دفعة واحدة، لأنها تخنق اقتصادها، وتسبب لها بعزلة دبلوماسية منذ سنوات.
وتعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عدة مرات، ببذل كل الجهود بما فيها العسكرية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
لكن ومنذ اتصاله الهاتفي مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، في أيلول/ سبتمبر 2013، فإن أوباما يعول على السبيل الدبلوماسي مع طهران، وجعل من التقارب معها إحدى أولويات سياسته الخارجية.
إلا أن إمكان التوصل إلى اختراق تاريخي أثار جدلا حادا في الكونغرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وأعلن زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب، ميتش ماكدونال: "يبدو أن الإدارة على وشك التوقيع على اتفاق سيئ جدا مع أحد أسوا الأنظمة في العالم، ما سيتيح له الاحتفاظ بالبنى التحتية النووية التي يملكها".
مباحثات كيري وظريف
اختتم كيري مباحثاته الثنائية مع ظريف، الاثنين بخصوص برنامج طهران النووي، في مدينة "لوزان" السويسرية.
وغادر كيري الفندق الذي عقد فيه اللقاء، للتوجه إلى بروكسل، عقب إنهاء اللقاء المغلق، دون أن يدلي بتصريحات حول اللقاء الذي حضره كل من وزير الطاقة الأمريكي "إرنست مونيز"، ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيراني، علي أكبر صالحي.
ومن المنتظر أن يلتقي ظريف، الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، ووزراء خارجية كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بروكسل، في حين ذكر مسؤولون إيرانيون أن ظريفا سيعود إلى سويسرا عقب انتهاء محادثاته ببروكسل.
وكان كيري صرّح لقناة "سي بي أس" الأمريكية، أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق، إذا كان برنامج إيران النووي ذا طابع "سلمي".
يذكر أن إيران ودول مجموعة "5+1" (تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة إلى ألمانيا)، أخفقت في التوصل إلى اتفاق نهائي، بشأن برنامج طهران النووي، وتم تمديد المفاوضات إلى نهاية حزيران/ يونيو 2015.
فيما استضافت مدينة "مونترو" السويسرية آخر جولة مباحثات، في الفترة ما بين 3 و5 آذار/ مارس الجاري، حيث شارك فيها كيري وظريف، وكل من وزير الطاقة الأمريكي أرنيست مونيز، ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.