تحت تسميّة بعثات تدريبيّة، ذهب الكثير من المنتمين لمليشيا "
الدفاع الوطني" إلى
إيران، وهناك حاول الإيرانيّون ضمّهم تحت لواء الخامنئي.
يتحدث المقاتل "م.ع"، وهو أحد مقاتلي مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، عن رحلة إلى إيران من أجل تدريب المقاتلين في معسكرات للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى مشاريع باتت في طور العمل المباشر للإيرانيين في
سوريا.
ويقول لـ"عربي21": "لا أحد منّا كان يصدّق هذا، وجميعنا نعرف أن لإيران مصالح عميقة في سوريا، لكننا نعرف أنهم الحليف الوحيد لدينا، وهم الذين سينقذون النظام وسينقذون الطائفة العلويّة لذا كنّا نصطنع التصديق".
وتحدث عن أكثر التصرفات التي كانت تزعج الإيرانيين من مقاتلي الدفاع الوطني: "كانوا يتوهمون أننا شيعة مثلهم، وعندما رأوا أنّ العلويين لا يصلّون في الجوامع، ولا يمتثلون لأية شعائر دينيّة، ولا يهتمون بذلك، كانوا يصابون بما يشبه الجنون".
لكنّ أبرز ما صرّح به "م.ع" لـ"عربي21"، هو حديثه عن التنسيق الذي يقوم به بعض عناصر المليشيا لاستقبال حوالي ستة آلاف مقاتل إيراني في اللاذقية، هذا للقتال فقط في منطقة سلمى، شمال اللاذقية. وهناك الكثير من المقاتلين الإيرانيين ما زالوا يتوافدون إلى سوريا، والخطّة التالية بعد سلمى هي حملة يقوم النظام بتجهيزها للرقة سيكون الإيرانيون هم القوة الضاربة فيها.
وفي رده على سؤال عن علاقة ممكنة بين مقتل محمد توفيق الأسد، الملقب بـ"شيخ الجبل"، الأسبوع الماضي، وبين قدوم هؤلاء المقاتلين الإيرانيين إلى اللاذقيّة، يقول "م.ع": "شيخ الجبل وعموم آل الأسد في اللاذقيّة بشكل عام لا يقبلون العمل تحت حكم أحد غيرهم، وهم على عنجهيتهم يريدون إدارة كل شيء، لذا من الممكن أن تكون تصفيته هي جزء من تهيئة البيئة لعمل قوّات الحرس الثوري الإيراني في اللاذقيّة.
وكان موالون للنظام السوري قد أعلنوا مقتل محمد توفيق الأسد خلال معارك في بلدة دورين شمال اللاذقية، إلا أن معلومات أخرى أفادت بمقتله في بلدة القرداحة في ظروف غامضة.