كشف باحث أمريكي متخصص في الوثائق الأمريكية التي رُفعت عنها السرية بموجب قانون حرية تبادل المعلومات في الولايات المتحدة، عن أن المعلومات التي خلصت إليها وكالات الأمن القومي الأمريكي قبل 13 عاما وتم استخدامها لتبرير غزو
العراق، كانت تفتقر إلى "معلومات محددة حول العديد من الجوانب الرئيسة في البرنامج العراقي لأسلحة الدمار الشامل".
وتعد هذه الوثيقة الأمريكية هي الأولى من نوعها التي يتم الإعلان عنها، وتحمل الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة مسؤولية غزو العراق استنادا إلى معلومات غير موثقة.
ونشر الباحث الأمريكي جون غرينولد، يوم الجمعة على موقعه الخاص، وثيقة حصل عليها تدين الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ووزير خارجيته آنذاك
كولن باول. واتهمهما بالقيام بـ"تسويق
الحرب علي العراق للجمهور الأمريكي، مع علمهما بعدم وجود معلومات موثقة لديهما تثبت أن العراق يخفي أسلحة نووية أو كيمائية أو بيولوجية، أو أن العراق يشكل فعليا تهديدا فوريا وخطيرا للأمن القومي الأمريكي".
ووفقا للوثيقة التي نشرها غرينولد، فإن "ما ذكره كبار المسؤولين في إدارة بوش خلال حملتهم للتسويق للحرب بين الجمهور الأمريكي، قد بالغ كثيرا بشأن التهديد العراقي، وأن ادعاءات الإدارة الأمريكية حول برنامج أسلحة الدمار الشامل في العراق كانت غير معتمدة من قبل تقارير وأجهزة استخباراتية يعتمد عليها".
وقال غرينولد إنه تقدم بطلب إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن بعض الفقرات الواردة في تقرير نشرته وكالة المخابرات الأمريكية عام 2004، حول مزاعم ترسانة أسلحة الدمار الشامل بالعراق، وأنه حصل مؤخرا وللمرة الأولى على "نسخة منقحة لذلك التقرير الذي قاد الكونغرس الأمريكي إلى اتخاذ قرار يسمح باستخدام القوة العسكرية، وإعلان الحرب الأمريكية على العراق في 20 مارس (آذار) 2003، بهدف تفكيك ترسانة
صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل".
وأشار غرينولد إلى تقرير سابق أصدرته مؤسسة الأبحاث الأمريكية (راند) في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعنوان "الغمامة وأخطاء الحروب" الذي ذكرت فيه راند أن تقرير المخابرات الأمريكية لعام 2004 حذف العديد من الفقرات، قبل أن ترفعه إلى كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن.
وفند الباحث الأمريكي غرينولد، المزاعم التي شملها ذلك التقرير بشأن مصداقية المعلومات المتعلقة بروابط مزعومة للرئيس العراقي السابق صدام حسين مع تنظيم القاعدة، وهي المزاعم التي ادعى وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي عام 2002 أنه يمكلك بشأنها "أدلة دامغة كالرصاص على وجود أعضاء من تنظيم القاعدة في العراق".
وقال غرينولد إن "كثيرا من التفاصيل والمعلومات التي تم رفع السرية عنها تذكر أن مصادر بعض المعلومات الاستخباراتية بشأن وجود علاقات بين العراق وتنظيم القاعدة اعتمدت على المنشقين عن صدام حسين، وغيرهم من الذين تم تسليمهم إلى أجهزة مخابرات أجنبية بغرض التعذيب والحصول على اعترافات".
وخلص التقرير إلى أن "الكونغرس الأمريكي كان يعتمد في معلوماته في وقت لاحق إلى ما قبل الحرب (آذار/ مارس 2003) على مصدر واحد".