ناقشت الصحف التركية الصادرة صباح اليوم، السبت، القضية الكردية في
تركيا، وذلك بمناسبة حلول عيد النيروز وما يحمله هذا العيد من قيمة كبيرة لدى
الأكراد. وتتوقع الصحف أن هناك مرحلة جديدة من التعايش بين الأكراد والأتراك في الفترة المقبلة وذلك بمساع من حكومة تركيا الجديدة بزعامة حزب العدالة والتنمية الحاكم.
الحزب الجمهوري يحيي الأتراك بـ"السلام عليكم"
أوردت صحيفة "يني عقد" في خبر لها، أن الحزب الجمهوري -أكبر أحزاب المعارضة في تركيا- والذي يحارب مع الأحزاب العلمانية الأخرى في البلاد كل ما يتعلق المظاهر الإسلامية ورموزها منذ تأسيسه على يد
أتاتورك، جهز كتيبا لمسؤولي الحزب في فترة الدعاية الانتخابية يوصيهم فيه بأن يحييوا الأتراك بتحية المسلمين، والتي تنص على "السلام عليكم".
وتفيد الصحيفة بأنه من ضمن ما ورد في الكتيب توجيه من الحزب الجمهوري للمرشحين للانتخابات والمسؤولين عن الترويج والدعاية له، بأنه عندما يذهبون إلى البيوت في المحافظات التركية ويطلبون أصواتهم للانتخابات فإن عليهم أن يبدأوهم بتحية المسلمين وهي "السلام عليكم".
وتلفت الصحيفة إلى أن الحزب الجمهوري هو من أكبر المناهضين للمظاهر الإسلامية في البلاد، ومن أكبر الأحزاب العلمانية والمعارضة فيها.
الكرد واختبار الصميم في عيد النيروز
يرى الصحفي "نوح اليبرك" في مقال له بصحيفة "ستار"، أن الكرد في تركيا بصورة عامة أمام اختبار الصميم في عيد النيروز. ويلفت الصحفي إلى أن هذا العيد هو يوم مهم ينتظر فيه الأتراك تحديد الموقف الكردي من عملية السلام، ولا بد أن يكون هذا العيد متزامنا مع الموافقة على ما يدعو للأخوة وترك العمل المسلح والدخول في عملية السلام والتي ينتظر أن يدخل فيها الأكراد كمولد تركي جديد.
ويشير الصحفي إلى أنه عندما ننظر إلى حزب العمال الكردستاني الذي يقول إنه تأسس لنصرة الأكراد وإنهاء الظلم الواقع عليهم من الشرق الأوسط، فإننا نرى أنه قد تسبب هو الآخر في إيجاد الألم ومصائب أخرى للشعب الكردي.
ويلفت الصحفي إلى أن الحكومة التركية الجديدة، بزعامة حزب العدالة والتنمية، وبعد عام 2000 فهمت أن المسألة الكردية لن تنتهي بالقوة وسلاح الجيش فقط، بل إنها أخذت الموضوع بجدية وإرادة قوية على المستوى السياسي بعيدا عن القوة العسكرية. فبعد إطلاق مبادرة عملية السلام أصبحت المناطق التي كانت تعد "منفى" للمخالفين للقانون التركي في مختلف الوظائف حالها حال المدن الأخرى، لها من التميز والعراقة ما يكفيها.
مرحلة جديدة من التعايش بين الأكراد والأتراك في وطنهم
أوردت صحيفة "صباح" في خبر لها أن الحكومة التركية تجهز خطوات لدعوة الأتراك المقيمين خارج الوطن إلى العودة اليه، وذلك تزامنا مع دعوات المتمردين الأكراد إلى ترك العمل المسلح في البلاد. هذا وتلفت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تفتح الحكومة طريق العودة للأكراد المقيمين في أوروبا أيضا ممن لم يتدخلوا بأعمال عنف وشغب في البلاد.
وتفيد الصحيفة بأن الحكومة برئاسة "رجب طيب أردوغان"، تمكنت من اجتياز العقبات في طريق عملية السلام منذ عام 2005، وهم اليوم ينتظرون فترة جديدة لرسالة "عبد الله أوجلان" زعيم المتمردين الكرد، والتي من المتوقع أن تفتح مرحلة جديدة في التعايش مع الأكراد في تركيا.
"موازي تركيا" يسيطر على كونغرس أمريكا
أشارت صحيفة "ميلاد" في خبر لها، إلى أن "الكيان الموازي" يسيطر على أعضاء في الكونغرس الأمريكي ويحدد مواقفهم في التوقيع على مواقف ضد الحكومة التركية. وتفيد الصحيفة بأن "الموازي" يسعى لكسب أصوات اللوبي اليهودي الأمريكي كمؤيدين لحملاتهم ضد الحكومة التركية في الخارج.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد أن وقع 74 من أعضاء الكونغرس الأمريكي على إصدار رسالة ضد تركيا، يقول هؤلاء الأعضاء إن شركة أمريكية مرتبطة بـ"الكيان الموازي" وتؤيد تحركاته ضد الحكومة التركية في الخارج، تزور أعضاء الكونغرس بين فترة وأخرى للتوثق من أن مواقف الأعضاء هي ضد الحكومة التركية.
وتذكر الصحيفة أن الأخبار التي تأتي من واشنطن تفيد بأن الأعضاء الذين وقعوا على الرسالة التي سعى الكيان الموازي لتوقيعها لا يعرفون محتواها، لافتة إلى أنهم وقعوا بدون وعي وبعيدا عن المسؤولية تجاه الموقف الذي قد يضر بعلاقة واشنطن بأنقرة في مقبل الأيام.