ذكرت صحيفة "التايمز" أن
إيران تقترب من وضع جنودها قرب الحدود السورية مع
إسرائيل، فيما يواصل حلفاؤها ضرب المعارضة السورية في مرتفعات
الجولان.
وتقول الصحيفة إن الاحتمال الذي تقترب فيه طهران من حشد قوات لها في منطقة الجولان، التي ظلت هادئة خلال العقود الماضية، يثير مخاوف إسرائيل، وتأتي هذه الخطوة في وقت تقترب فيه الدول الغربية لتسوية مع إيران حول ملفها النووي.
وينقل التقرير عن مقاتل من
حزب الله اسمه أبو علي، قوله: "ستكون إيران قريبة من الحدود الإسرائيلية، للدرجة التي لا تحتاج فيها إلى صواريخ طويلة المدى".
وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل نشرت في شباط/ فبراير فرقة جديدة في مرتفعات الجولان التي تحتلها منذ عام 1967؛ تحسبا من الخطر الذي يراه البعض عدوا أخطر من تنظيم القاعدة. ويمكن الاستماع لقنابل الهاون وأصوات الرشاش، حيث يشبتك مقاتلو حزب الله مع مقاتلي المعارضة بشكل يومي.
ويلفت التقرير إلى أن التقديرات الإسرائيلية تقول إن الجيش السوري منهك بعد أربعة أعوام من الحرب، باستثناء بعض وحدات المدرعات، فيما تم نشر أفضل القوات للدفاع عن العاصمة دمشق.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم المعارضة السورية الرائد عصام الريس قوله إن 80 في المئة من القوات البالغ عددها خمسة آلاف، وتهاجم المعارضة السورية، هي إيرانية، وتضم مقاتلين من حزب الله ومتطوعين شيعة من اليمن وإيران والعراق وأفغانستان.
ويفيد التقرير بأن الحملة في جنوب
سوريا، التي كانت في القنيطرة ودرعا القريبتين من مرتفعات الجولان، قد بدأت في شباط/ فبراير، وهذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها القوات الإيرانية بمفردها في جنوب سوريا. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي: "إن إيران تتقدم ووكلاؤها يسيطرون على المناطق". ويؤكد أبو علي هذا الكلام بقوله: "نسيطر على المنطقة شبرا شبرا حتى نصل إلى الحدود مع إسرائيل".
وتبين الصحيفة أن المقاومة الشرسة من المقاتلين السوريين قد أبطأت من تقدم الإيرانيين، وقد وصل القتال هذا الأسبوع إلى بلدة كفر شمس الواقعة شرق مرتفعات الجولان، ومنذ نهاية العام الماضي سيطرت جماعات المعارضة على المناطق التي تقع قرب مرتفعات الجولان، ولم تترك إلا بلدة واحدة تحت سيطرة الحكومة.
ويذكر التقرير أن إسرائيل قدمت مساعدات طبية، واستقبلت جرحى في مستشفى زيفات، لكن النظام السوري اتهم إسرائيل بتقديم ما هو أكثر من الدعم الإنساني، من توفير السلاح والذخيرة وأجهزة الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية.
وتجد الصحيفة أن قرار إسرائيل لعب دور "الجار الطيب" مع المعارضة، مع أن بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، له علاقة بمخاوف إسرائيل من العدو الأكثر خطورة وهو إيران.
ويؤكد أبو علي للصحيفة أنه قد تم بناء حواجز وأنفاق وخنادق في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة نظام الأسد، وهو شبيه بما فعله حزب الله في جنوب لبنان أثناء حرب تموز/ يوليو 2006. وقال: "نحن تقريبا جاهزون".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الطائرات الإسرائيلية قد استهدفت في كانون الثاني/ يناير موكبا لحزب الله، وقتل في الغارة ضابط إيراني وستة من مقاتلي الحزب. وكانت الغارة رسالة موجهة إلى إيران تفيد بأن عليها أن تبتعد عن الحدود.