مع تحرير الثوار مدينة
إدلب بالكامل، تكشفت مجازر كان قد ارتكبها النظام السوري بحق المعتقلين في فروع الأمن التابعة له قبل انسحاب قواته من المدينة، حيث بلغ عدد المعتقلين الذين تمت تصفيتهم بدم بارد 14 معتقلا على الأقل.
ومن جهته، روى سامر الحمدو، أحد المعتقلين الناجين من
مجزرة فرع
الأمن السياسي، تفاصيل مجزرة في الفرع، في حديث خاص لـ"عربي 21".
ويقول الحمدو: "بعد وصول الثوار إلى أطراف الفرع، طلب عناصر قوات النظام من المعتقلين في الزنزانة الالتفات إلى الحائط، وأقدموا على إطلاق الرصاص بشكل عشوائي في تمام الساعة 10 صباحا، وفروا هاربين قبل دخول الثوار إلى الفرع، ما أوقع أربعة شهداء من المعتقلين، وجرح ستة آخرين".
وأشار الحمدو إلى أنّ من بين الضحايا المدرّس أمين نجيب، من قرية عقربات في ريف إدلب، وشابان من مدينة إدلب، وهما حابي رحابي وبدر الدين فحيل، بالإضافة إلى شاب من قرية المسطومة يبلغ من العمر 18 عاما، وهو وسام بدور.
وأصيب بالرصاص ثلاثة أشخاص آخرين، وهم خطيب وإمام مسجد، ومدرّس، وآخر شاب من قرية تلمنس، بالإضافة لشاب من بلدة إبين، فضلاً عن إصابة ثلاثة معتقلين آخرين إصابات سطحية، بينما سلم من المجزرة شاب وحيد.
وبحسب الناجي من مجزرة الأمن السياسي في ريف إدلب، فإنّ عناصر الفرع بعد سماعهم تكبيرات المجاهدين على أطراف الفرع، قاموا بجمع ما أسموها بـ"الغنائم" من أمانات السجناء، من هواتف نقالة ومبالغ نقدية، فضلا عن الوثائق الرسمية، وفروا هاربين من إحدى الجهات الّتي لم يكن المقاتلون قد وصلوها بعد.
وفيما يتعلق بأبرز التهم الموجهة للمعتقلين في الفروع الأمنية، أوضح الحمدو أنها كانت تهم السلاح ونقله، وخطف عناصر من قوات النظام من شبيحة وغيرهم، وتمويل الجيش الحر، والاجتماع والتعامل مع الائتلاف الوطني السوري. ونوه الحمدو إلى أنّ البعض من المعتقلين في الفرع تمّ أخذ بصماتهم من أجل التحويل إلى دمشق، لكن الذي أخّر عملية النقل هو قطع الثّوار لطريق إدلب.
بدوره، تحدث المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات إدلب، أبو يوسف، لـ"عربي 21" عن ارتكاب عناصر فرع أمن الدولة مجزرة بحق السجناء، راح ضحيتها عشرة على الأقل.
وأشار إلى أن الثوار تمكنوا من قتل العشرات من عناصر نظام بشار الأسد، وأسروا ضابطين كبيرين.
وبعد المعارك العنيفة التي دارت في المدينة، وسيطرة الثوار على أهم المقرات فيها، انسحبت قوات النظام باتجاه معسكر المسطومة التابع لها في الريف الإدلبي.