قال
البيت الأبيض الأربعاء إن الولايات المتحدة في نهاية
مفاوضات ترمي للوصول إلى اتفاق سياسي بشأن قدرات إيران النووية.
يأتي ذلك مع انقضاء موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق ليلة الأربعاء، ولم يشر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إلى أن المفاوضين الدوليين سيتوصلون إلى اتفاق، ولكنه قال للصحفيين إن الوقت الذي استنفد في المحادثات معناه أن الجهود ستتوصل إلى نهاية قريبة. وأضاف: "حان الوقت كي تتخذ إيران بعض القرارات."
وحققت المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران الأربعاء تقدما، لكن دون اختراق، حيث تتواصل في لوزان بسويسرا بدون تحديد مهلة نهائية جديدة للتوصل إلى تسوية، ويمكن بالتالي أن تستمر ليوم أو يومين، كما قال دبلوماسيون.
وأكد البيت الأبيض من جهته أن المحادثات "مثمرة" وتحقق تقدما.
وقال دبلوماسيون في لوزان إنه بعد أسبوع من المحادثات "الصعبة جدا والمعقدة جدا" التي تتواصل رغم تفويت المهلة المحددة لها، والتي انتهت في 31 آذار/مارس، بدأ يظهر شعور بالسأم لدى بعض المفاوضين.
ولا تزال المفاوضات تتعثر حول النقاط ذاتها، رغم إحراز بعض التقدم، بحسب ما قال دبلوماسيون غربيون وإيرانيون. وهاتان النقطتان هما: العقوبات والأبحاث والتطوير التي تتيح لإيران تطوير أجهزة طرد مركزي عالية الأداء، وتتيح أجهزة الطرد المركزي تخصيب اليورانيوم، وهذه المسألة في صلب المشكلة، لأنه إذا خصب بنسبة 90% يمكن أن يستخدم في صنع أسلحة ذرية.
وتشتبه المجموعة الدولية بأن ايران تريد امتلاك السلاح الذري، وهو ما تنفيه ايران بشدة، وتريد القوى الكبرى كبح البرنامج النووي الإيراني ومراقبته بشكل وثيق للتأكد من أن ايران لن تمتلك أبدا القنبلة الذرية، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.
ومسألة رفع عقوبات الأمم المتحدة لا تزال تشكل نقطة خلاف كبيرة، فإيران تريد أن تلغى فور توقيع الاتفاق، إلا أن القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الأمن الدولي منذ 2006.
وتخضع إيران لعقوبات مشددة أميركية وأوروبية، وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة.
وقال دبلوماسي من مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) "يريدون أن يعرفوا تحديدا كيف ستعلق أو تلغى وبأي ترتيب".
ويجري أيضا بحث رفع العقوبات-تدريجيا أو فورا- والطريقة التي سيعاد فيها فرضها في حال انتهكت إيران تعهداتها، ضمن مجموعة 5+1، حيث يعارض الروس والصينيون عادة العقوبات، وأبدوا استعدادا لتخفيفها بشكل أسرع من الآخرين (الولايات المتحدة وفرنسا).
وأكد المصدر ذاته أن "هذا الأمر لا يؤثر على دينامية المفاوضات وتضامن مجموعة القوى الكبرى". لكن بعض التباين ظهر ضمن أعضاء مجموعة 5+1 ليل الثلاثاء الأربعاء بعد تعليق الجلسة العامة بين القوى الكبرى وإيران، فقد عبرت بعض الوفود عن تفاؤل شديد بإمكانية التوصل إلى اتفاق، فيما نفى آخرون ذلك، وأشاروا إلى نقاط تعثر مستمرة.
والأربعاء كان وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا فيليب هاموند وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ونظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف لا يزالون في لوزان، أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فقد غادر بدون الإدلاء بأي تصريح، ويمكن أن يعود إلى سويسرا في حال اقترب المفاوضون من اتفاق، كما قالت مصادر مقربة منه.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست" "إحساسنا هو أن المحادثات لا تزال مثمرة، وأنها لا تزال تحرز تقدما"، وأضاف: "طالما أننا في وضع نعقد فيه محادثات جدية تحرز تقدما، فإن الولايات المتحدة لن تنهيها بشكل اعتباطي أو مفاجئ".
وتابع: "ولكن إذا أصبحنا في موقف نشعر فيه أن المحادثات تعثرت، وقتها نعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدون للخروج" من المفاوضات.
وفي برلين عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تفاؤل أيضا قائلة: "أعتقد أنه تم قطع قسم كبير من الطريق".
وأضافت: "لقد أنجز عمل كثير منذ سنوات عديدة من قبل كل الأطراف الحاضرة، وآمل أن نصل إلى تسوية تتوافق مع الشروط التي حددناها، أي عدم تمكن ايران من امتلاك السلاح النووي".
وهذا الغموض حول نتيجة المفاوضات دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المعارض بشدة لأي تسوية مع ايران، إلى التعبير عن رأيه هذا لليوم الرابع على التوالي.
وقال نتانياهو: "التنازلات المقدمة لإيران في لوزان تضمن اتفاقا سيئا سيعرض إسرائيل والشرق الأوسط والسلام في العالم إلى الخطر".