انتشرت مؤخرا في محافظة
درعا، أنباء كثيرة تتحدث عن تخلي النظام السوري عن جنوده وضباطه في محافظة درعا، وعن تنفيذ انسحابات من قطع عسكرية كبيرة، ومواقع هامة كاللواء 52 القريب من مدينة الحراك والمربع الأمني في درعا وخربة غزالة الواقعة على الطريق الدولي دمشق-درعا، في الوقت الذي نفى فيه نشطاء محليون حصول هذه الانسحابات، ولكنهم لم يستبعدوا أن يتخلى النظام عن رجاله في المدينة إذا دعت الحاجة لذلك.
وتأتي هذه الأنباء بعد الانسحاب غير المتوقع من معبر نصيب، وكامل السرايا العسكرية المتبقية للنظام على الشريط الحدودي مع الأردن والذي يمتد لثلاثين كيلو مترا، حيث تخلى النظام عن أهم قطعه العسكرية، وآخر معبر بري له مع الأردن دون مقاومة كبيرة تذكر، لصد هجمات قوات
الجيش الحر عليه.
ورأى الناشط الإعلامي أشهب الأحمد في حديث مع "عربي 21" أن هذه الأنباء غير صحيحة، مشيرا إلى أن الأمر الذي عزز تصديق الناس لهذه الروايات هو "حركة النزوح من المساكن العسكرية من عائلات الضباط، وعناصر الأمن في درعا إلى دمشق، إضافة إلى نقل أجهزة وسجلات من المجمع الحكومي إلى مكان غير معلوم"، ويستدرك الأحمد قائلا إن نقل السجلات المدنية والعقارية ربما كان إجراء احتياطيا تحسبا لأي طارئ، مؤكدا إن "الأنباء التي تتحدث عن انسحابات لقوات النظام من مدينة درعا وغيرها في المحافظة منفية بالكامل".
بدوره قال عضو الهيئة السورية للإعلام "ياسر الرحيل" لـ "عربي 21": إنّ "لا صحة للأنباء التي تتحدث عن انسحاب قوات النظام من درعا"، موضحا أن "السبب الذي أدى بهذه الأنباء للصعود للسطح هو التطورات السريعة التي تمر فيها
سوريا من تحرير مناطق ذات أهمية وتمس بسيادة النظام كمعبر نصيب، وبصرى الشام وقلعتها، بالإضافة لخسائر في معارك فتحها النظام وكان يتوقع أن يحقق إنجازات فيها مستعينا بقيادات الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، ولكنه مني فيها بهزائم فادحة".
وحول إمكانية تخلي النظام عن مدينة درعا والانسحاب منها قال الرحيل: "النظام تخلى عن مقربين له في سبيل البقاء، وإذا كان التخلي عن درعا يحافظ على وجوده ومن مصلحته سيتركها بلحظات كما ترك مئات المقاتلين في كل من الرقة وإدلب".
وأشار الرحيل إلى أن النظام "يتبع سياسة واضحة وهي الانتقال لمعركة الحفاظ على المواقع الأهم من الناحية الاستراتيجية، وسياسته تقوم على تجميع القوى في المناطق الحساسة كدمشق وحمص والساحل، إضافة إلى المحافظة على القصف الجوي أو الصاروخي البعيد للمناطق المحررة".
في سياق متصل تروّج صفحات تابعة للنظام السوري في درعا عن نية الجيش الحر، والكتائب الإسلامية الهجوم على مدينة درعا، مؤكدة أن "الجيش السوري على أهبة الاستعداد والجاهزية لمواجهة أي خطر مقبل". وأشارت هذه الصفحات إلى أن النظام يهمه أن تكون الدوائر الحكومية خارج المدينة في حال حصول معارك لتسهيل عمل المواطنين، ما يؤكد ضمنيا الأنباء التي تحدثت عن نقل سجلات وملفات المؤسسات المحكومة خارج درعا.
وتعتبر مدينة درعا السورية الواقعة جنوب البلاد مهد الثورة السورية، كغيرها من مراكز المدن في سوريا ذات أهمية سياسة وعسكرية؛ لاحتوائها على الأفرع الأمنية والدوائر الحكومية والمقار والثكنات العسكرية.