قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون: "إن مخيم
اليرموك للاجئين الفلسطينيين أصبح الآن أعمق دائرة للجحيم في الحرب الأهلية المُستعرة منذ أكثر من أربع سنوات في
سوريا"، داعيا إلى "إنهاء الصراع على وجه السرعة".
وفي تصريحات للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الخميس، وصف
كي مون مخيم اليرموك بأنه "مخيم للموت".
وأضاف أنه "بعد حصار استمر أكثر من عامين أصبح 18 ألفا من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في المخيم رهائن لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، ومتشددين آخرين ينسبون أنفسهم للإسلام".
وقال كي مون: "سكان مخيم اليرموك وبينهم 3500 طفل أصبحوا دروعا بشرية، سقطوا بين مطرقة العناصر المسلحة في داخل المخيم وسندان القوات الحكومية خارجه، نسمع حاليا تقارير مفزعة حول هجوم واسع على المخيم وكل المدنيين فيه، سيكون ذلك جريمة حرب شائنة إضافية يتعين محاسبة المسؤولين عنها".
وكان
تنظيم الدولة الذي يحكم أجزاء واسعة من العراق وسوريا قد سيطر على كل مخيم اليرموك تقريبا في الأيام القليلة الماضية.
ويبعد التنظيم الآن بضعة كيلومترات عن قصر الرئيس الأسد.
وكان مخيم اليرموك المترامي الأطراف يأوي نحو 160 ألف فلسطيني قبل بدء الحرب السورية في عام 2011.
وتفيد تقارير بأنه لم يتبق بالمخيم سوى 17 ألفا و500 من السكان وتم إجلاء نحو ألفين منذ أحدث
جولة من المعارك.
وأشار كي مون إلى أنه "يشعر بقلق بالغ على سلامة السوريين والفلسطينيين في المخيم".
ويعاني المدنيون المحاصرون هناك منذ وقت طويل من حصار حكومي أدى إلى نقص حاد في الغذاء وتفشي الأمراض.
وأضاف كي مون بأن "الكارثة الإنسانية الملحمية في اليرموك تمثل اختبارا لتصميم المجتمع الدولي، يقينا نوافق جميعا على أن ما يتكشف في اليرموك غير مقبول، يمكننا يقينا أن نعمل جميعا لإنهاء المعاناة، يقينا يمكننا جميعا رفض التسامح مع ما لا يُطاق، حان الوقت لتركيز العمل على إنقاذ حياة الناس وإقرار إجراء إنساني، ببساطة لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشهد مجزرة تتكشف، يجب عدم التخلي عن سكان اليرموك".
من ناحيته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا الذي يراقب تطورات الصراع في سوريا: "إن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على 90 في المائة من المخيم بعد أن تغلب على جماعة أكناف بيت المقدس وهي جماعة مسلحة معارضة للرئيس بشار الأسد وتتألف من سوريين وفلسطينيين".