حذّرت دراسة بريطانية حديثة، من أن عدم شرب ما يكفي من الماء أثناء قيادة السيارات، له نفس تأثير القيادة تحت تأثير الكحول، من حيث مضاعفة أخطاء القيادة، وزيادة نسبة حوادث السير.
الدراسة التي قادها باحثون من جامعة "لوفبرا" البريطانية، أوضحت أن دراستهم هي الأولى من نوعها التى ترصد أخطار عدم شرب المياه أثناء القيادة، التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بضعف الآداء العقلي، والتغيرات في المزاج، وانخفاض التركيز واليقظة وانخفاض قدرات الذاكرة على المدى القصير، بسبب الجفاف.
وأوضح الباحثون، في دراستهم التي نشرت نتائجها في مجلة "علم وظائف الأعضاء والسلوك"، أن عدم شرب ما يكفي من المياه، يعطي نفس تأثير الكحول أثناء القيادة، من ضعف الإدراك وانخفاض التركيز، ويزيد من الأخطاء التي تقود إلى وقوع حوادث الطرق بمعدل الضعف.
وحذر الباحثون من أن القيادة في سيارة ساخنة، خاصة خلال فصل الصيف، قد يؤدي إلى خسارة نسبة كبيرة من المياه في الجسم طوال فترة الرحلة، وأن هذه الآثار قد تتفاقم عند الأشخاص الذين لا يشربون كمية كبيرة من السوائل عمدا، لتجنب دخول المراحيض خاصة في الرحلات الطويلة.
وكشفت الدراسة أن السائقين الذين يشربون حوالي 25 مليلترا من المياه كل ساعة قيادة فقط، يرتكبون ضعف الأخطاء التي يفعلها من يشربون حوالي 200 مليلتر من المياه في الساعة.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام الباحثون بإجراء سلسلة من الاختبارات على مدى يومين على عدد من السائقين الذكور، باستخدام جهاز محاكاة القيادة، وتضمنت الاختبارات، محاكاة القيادة لمدة ساعتين بالسيارة، على أكثر من شكل للطريق، مع وجود منحنيات وتقاطعات، وبسرعات مختلفة.
وقام الباحثون على مدار اليومين، بإعطاء السائقين 200 مليلتر من السوائل في كل ساعة، فيما تم إعطاؤهم في التجربة الثانية 25 مليلترا من السوائل في ساعة فقط لاختبار مستويات الجفاف لديهم.
وأظهرت النتائج زيادة كبيرة في أخطاء القيادة عند تناول السائقين كمية قليلة من السوائل في أثناء القيادة، ففي المعدلات العادية، ارتكب السائقون 47 خطأ في أثناء القيادة، لكن عندما تم إعطاؤهم سوائل قليلة ارتفع عدد الأخطاء إلى 101 خطأ، وبلغت الأخطاء ذروتها في الربع الأخير من فترة الاختبار التي بلغت ساعتين من القيادة.
وأشار الباحثون إلى أن أخطاء السائق تمثل 68% من جميع حوادث السيارات في المملكة المتحدة، مضيفين أن الجفاف يمكن أن ينتج عنه تغييرات سلبية في المزاج، ونقص فى التركيز وكذلك الإصابة بالصداع والتعب.
وقال البروفيسور رون موجان، الذي قاد فريق البحث بجامعة "لوفبرا" البريطانية: "الجميع يركز على آثار القيادة تحت تأثير الكحول، لكن هناك أشياء أخرى تؤثر على مهارات السائقين، أحدها الجفاف الناتج عن عدم شرب ما يكفي من المياه".
وأضاف: "ليس هناك شك في أن من يقود سيارته تحت تأثير الكحول أو المخدرات، يتعرض لخطر حوادث السير، لكن النتائج التي توصلنا إليها تسلط الضوء على الخطر غير المعترف به، وتنصح السائقين بالحفاظ على مستويات معينة من المياه فى الجسم، لتلافي حدوث الجفاف وانخفاض التركيز واليقظة".