توقفت نعوات النظام السوري لجنوده على أبواب "مخيم اليرموك" للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بعد أن زج بتنظيمات فلسطينية في معمعة لا مخرج واضحا لها.
وفي المقابل، نعت كل من اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح الانتفاضة"، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة" المواليتين للنظام السوري، مقتل اثنين من المقاتلين الفلسطينيين الذين قضوا في مواجهات مع تنظيم الدولة على أطراف مخيم اليرموك، أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وشيعت "فتح الانتفاضة" الضابط المتطوع إبراهيم أحمد عبد الرحمن المعروف بـ"أبي طارق" إلى المقبرة المخصصة لقتلى معارك مخيم اليرموك، والواقعة في "السيدة زينب" بريف دمشق الجنوبي.
وكان على رأس المشيعين سكرتير اللجنة المركزية ابو عيسى، ونائب أمين سر المجلس الثوري وأمين سر إقليم سوريا أبو فراس قبلاوي، وعضو المجلس الثوري أبو محمد جمال، وأعضاء وكوادر الحركة في الإقليم، وشعبة السيدة زينب، وحشد من الموالين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء.
من جهتها، نعت "القيادة العامة" أحد مقاتليها المتطوعين ويدعى حسن هيثم السلال، المعروف بـ"أبي علي" الذي قتل في معارك المخيم.
يأتي هذا في الوقت الذي اعتمد فيه النظام السوري سياسية النأي بالنفس عن المعارك، حيث سحب قواته من أطراف مخيم اليرموك، وأوكل المهمة إلى المليشيات الفلسطينية الموالية له، بينما تعهدت غرف عمليات النظام بالاكتفاء بالتغطية النارية من المدفعية الثقيلة والطيران المروحي.
ويقاتل الآن على جبهات مخيم اليرموك والمناطق الواقعة إلى جنوب العاصمة التي يكثر فيها اللاجئون الفلسطينيون، كل من عناصر الجبهة الشعبية الفلسطينية، وفتح الانتفاضة، وجبهة النضال والدفاع الوطني قطاع المخيم، وقطاع التضامن، مع عدد قليل من عناصر فرع المنطقة التابع للمخابرات العسكرية، الذين تطوعوا في صفوف التنظيمات الفلسطينية ومليشيات شارع نسرين، فضلا عن قوات فلسطينية أخرى استقدمها النظام السوري من مخيمات لبنان للاجئين الفلسطينيين من الموالين له.
ومن أبرز هذه المليشيات المستقدمة من لبنان قوات بيروت الفدائية، ومجموعة المداهمة، ومجموعة المهام الخاصة، ومجموعة التدخل السريع، بقيادة العميد باتر النمر المعروف بين المنظمات الفلسطينية بـ"أبي راتب".
كما استعان النظام السوري بـ"الكتائب الناعمة" وهي قوات أقرب إلى المليشيات تنشط في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، وكان دورها يقتصر على تأمين المخيمات الفلسطينية كمخيم عين الحلوة ومخيم المية ومخيمات صيدا وغيرها، وهي تتكون من "كتائب الشهيد جهاد أحمد جبريل" و"وحدات المهام والعمليات الخاصة". وقد تم تجهيز هذه المليشيات الفلسطينية من قبل قادة عسكريين في قوات النظام السوري، وتم نشرها على محاور قتالية في جبهتي التضامن ومخيم اليرموك تمهيدا لعمليات اقتحام المخيم.