بدأت
بعثة طبية تركية، تابعة لمنظمة "
أطباء الأرض"، غير الحكومية، زيارة إلى
مصحة الشفاء في حي "الكيلومتر 5" في
بانغي، بحسب ما أفادت به لوكالة "الأناضول" مصادر طبية تركية وأخرى من أفريقيا الوسطى.
الزيارة، التي بدأت الثلاثاء الماضي وتستمر حتى السبت المقبل، تهدف إلى تقديم دعم مادي ومعنوي لمنكوبي الحرب من مسلمين ومسيحيين بأفريقيا الوسطى، وتتمثل في 12 شحنة من الأدوية، وفي مشاركة الخبرات مع قسم طب الأطفال وقسم الطب الاستعجالي (طب الطوارئ) للمصحة، بحسب الطبيب التركي عبد الله كوكاك.
وقالت لينا سيليستين، المسؤولة عن المركز الطبي "الشفاء"، إن "الطبيبين التركيين عبد الله كوكاك ومحمد ساييت ديغير وضعا منذ يومين خبرتهما على ذمتنا".
وقام الفريق الطبي بتقديم شحنات كبيرة من الأدوية مفرقة على 12 شحنة، لا سيما وأن المسؤولة عن مصحة الشفاء، حيث يعاني المركز الطبي من مشاكل مادية كبيرة ونقصا على مستوى الكفاءات، قالت إن "قدوم هؤلاء الأطباء مكن من إعادة تزويدنا بالأدوية لأن صيدليتنا كانت شبه خاوية، استفدنا أيضا من النصائح المهنية".
واتسم الموقف التركي بالتضامن مع أفريقيا الوسطى منذ أن انحدرت الأخيرة في كانون الأول/ ديسمبر 2013 في صراع طائفي بين السيليكا (تنظيم سياسي وعسكري مسلم) وأنتي بالاكا (ميليشيات مسيحية)؛ أسفر عن سقوط المئات من الضحايا من الجانبين وعن هجرة الآلاف من المسلمين الذين أجبروا على مغادرة البلاد نحو دول الجوار بسبب الانتهاكات ضدهم.
وتعاني مصحة "الشفاء" مشاكل جمة من بينها الاستنفاد المتكرر لمخزون الأدوية ونقص قاعات العمليات الجراحية.
من جهته، قال عبد الله أوكاك: "لا يقتصر الهدف من زيارتنا على جلب الدواء ولكننا أتينا لنتدارس كيفية توسيع المصحة للرفع من خدماتها العلاجية ولتحويلها إلى مركب صحي".
ولا يتجاوز عدد الأطباء الذين يعملون في هذا المصحة الطبيبين وإحدى القابلات، فيما انتشرت على أحد جدرانها صور من مشاهد العنف التي جرت في الأشهر الأخيرة أغلبها لمسلمين وقعوا ضحية ميليشيات الأنتي بالاكا المسيحية ولجأوا إلى هذه المصحة للعلاج.
من جانبها، قالت سيلفيان إحدى العاملات بالمستشفى: "هنا، لا نقتصر على مداواة المسلمين، بل نعالج المسيحيين أيضا لأن منطقة الـ(بي كا 5) تسجل تواجد الطائفتين".
وقال أحمد تيجاني، أحد العاملين بإدارة المصحة، إن المركز يستقبل ما بين 20 و50 مريضا في اليوم يعالجون بشكل مجاني.
من جهتها، قالت فاطيما آسياتو، البالغة من العمر 29 عاما وجاءت رفقة ابنها البالغ سبع سنوات، في: "إنه لأمر مفرح أن تتذكرنا
تركيا وأن ترسل إلينا الدواء والأطباء لدعمنا في هذه الأوقات العصيبة".
والتقى الأطباء الأتراك، أمس الأربعاء، مع ممثلي السلطات المحلية متعهدين بتحسين الظروف الصحية لمنطقة الـ"بي كا 5" عبر تعاون يجمع تركيا بأفريقيا الوسطى، للسماح للمرضى المسلمين بالعلاج كون هؤلاء لا يجرؤون على الخروج من منطقتهم خوفا من التعرض للاعتداءات، على الرغم من الهدوء النسبي للأوضاع.