قال موقع "والا" العبري، إن تهديدات
حماس بتوجيه ضربات خلف الخطوط بأنها جادة وقابلة للتنفيذ أكثر من تهديدات الأمين العام لتنظيم
حزب الله اللبناني حسن نصر الله، منوهين إلى أن تجربة الحرب الأخيرة تثبت نجاحهم في بعض العمليات من هذا القبيل.
و نشر موقع "والا" الجمعة، تقريرا حول تصورات الجيش لشكل المواجهة المقبلة مع المقاومة بغزة بوجه عام، وكتائب
القسام الجناح العسكري لحركة حماس على وجه الخصوص.
وأشار معد التقرير وهو المراسل العسكري في الموقع، أمير بوخبوط، إلى أن رسالة قائد جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت، لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش
الإسرائيلي خلال زياراته المتكررة كانت واضحة، وهي أن عليهم البحث عن الطريقة الأنجع لتنفيذ المهام التي سيكلفون بها، وعدم الانشغال بنوايا حماس من عدمها.
وأضاف بوخبوط، في التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة "
عربي21"، أن "حماس تعلم جيدا أن الحرب القادمة مسألة وقت، وقد قام جناحها العسكري بما يلزم من التحقيقات المعمقة ومواطن الفشل في الحرب الأخيرة".
وتابع "على الجميع أن يعلم بان مقاتلي الحركة يحفرون أنفاقاً كبيرة في هذه الأيام، ولا يفاجأ أحد إذا ما نفذ المقاتلون هجوما عبر أحد الأنفاق بواسطة دراجات دفع رباعي".
وتابع التقرير أن قادة جيش الاحتلال، يعتقدون بأن هذه الحرب ستبدأ من النقطة التي انتهت فيها حرب
غزة الأخيرة صيف العام الماضي.
ونقل التقرير، على لسان ضباط في فرقة غزة أن "حركة حماس استفادت من أخطاء الحرب السابقة، واستخلصت العبر وقد تفاجأ الجميع بضربة عبر 30 مسلحا من جناحها العسكري، في مضاعفة لأعداد مسلحيها الذين دخلوا خلف خطوط الجيش خلال الحرب الأخيرة".
وتابع التقرير، أن هذه العدد من المسلحين سـ"يقتحمون إحدى المستوطنات المحاذية للقطاع، ويسعون لقتل المستوطنين وخطف وقتل الجنود".
ونجحت كتائب القسام في تنفيذ سلسلة عمليات نوعية في الحرب الأخيرة الصيف الماضي، بالتسلل خلف خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل وإصابة عشرات الضباط والجنود.
ونبهت الكتائب إلى أنها حصرت هذه العمليات التي نفذت عبر أنفاق حفرت مسبقا لمهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية فقط، على الرغم من أن عناصرها كان بإمكانهم مهاجمة المستوطنين الإسرائيليين في تلك المستوطنات القريبة من القطاع.
وأضاف بوخبوط، لقد "قامت بتطوير قدراتها الصاروخية مؤخرا، ولعل أدل على ذلك كثرة التجارب الصاروخية التي تنفذها في الفترة الأخيرة.
وادعى أن كتائب القسام فشلت في "الكثير من الهجمات خلال الحرب الأخيرة، لكنها نجحت في تسجيل العديد من النقاط الجوهرية خلال المواجهة".
وأضاف "نجح قادتها في تحليل الواقع وقراءة نهاية المعركة جيدا، حيث رأوا في مواقع الجيش والمستوطنات القريبة من الحدود الخاصرة الضعيفة للجيش واستهدفوها بشكل مركز".
وتابع بوخبوط "أما النقطة الثانية فقد تمثلت في إثبات قدرة صمود عالية على مدار أكثر من 50 يوما من القتال، بخلاف التقديرات الاستخبارية التي توقعت عدم وجود نية لحماس للمواجهة وأنها غير جاهزة لها".
وتحدث بوخبوط عن "استعدادات الجيش لقيام الحركة بمفاجآت غير متوقعة خلال أي مواجهة مستقبلية"، مشيرا إلى أن "التقديرات تشير إلى عدم وجود مصلحة لحماس حاليا في البدء بمواجهة أخرى".
واستدرك "لكن وبالنظر إلى طبيعة العلاقات المعقدة داخل الحركة، وكذلك طبيعة العلاقات مع الفصائل الأخرى فليس من السهل قراءة نوايا الحركة المستقبلية".
وقال إن "تعليمات وزير الجيش يعلون تقضي بمنع اندلاع المواجهة القادمة عبر تثبيت إنجازات الحرب السابقة، من قبيل زيادة إدخال البضائع عبر المعابر، والتخفيف قدر الإمكان على سكان القطاع، حيث يرى يعلون أن اندلاع مواجهة جديدة الآن، يعني تكليل المواجهة السابقة بالفشل!!".
ولفت التقرير إلى أن واقع الإعمار في غزة يمر ببطء شديد بعد تخلي الدول المانحة عن الدعم المالي الذي وعدت به.
ورسم بوخبوط وعلى لسان قادة فرقة غزة "سيناريو تطمح له حماس بداية أي مواجهة قادمة، وهو إمطار مستوطنات الغلاف بوابل كثيف من نيران الصواريخ وقذائف الهاون، مما يضطر الجيش لإخلاء تلك البلدات وبالتالي تسجيل نصر معنوي كبير".
وأشار إلى "وجود خطط جاهزة للتعامل مع إخلاء سكان الغلاف في المواجهة القادمة تبعا للتطورات الميدانية، وبشكل يتيح للجيش حرية العمل داخل القطاع دون ضغط المستوطنين".