أنجزت صحيفة
لبنانية ملفا تنشره على حلقات، لتعريف جمهورها على "
حزب الله"، خصصت الجزء الثاني منه للحديث، عن "كشافة الإمام المهدي"، خزان مقاتلي حزب الله.
وكشفت صحيفة "جنوبية"، التي يديرها صحافيون لبنانيون من
الطائفة الشيعية، أن "كشافة الإمام المهدي" التابعة لـ"حزب الله" اللبناني تضم فرعا في
سوريا، وقد ظهر مؤخراً تنظيم للجمعية في سورية ضم أعدادا كبيرة من الأطفال.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن إحدى وسائل الإعلام أنّ فرع الجمعية في سورية ينظم الأنشطة والمعارض، ويشارك في المسيرات المؤيده للنظام، كما أصدر المكتب الإعلامي في جمعية الكشافة مؤخراً دورية جديدة للكشافة في سورية باسم "تواصل".
وزادت قائلة، إن فرع جمعية
كشافة المهدي في سوريا يتهم بتدريب الأطفال تدريباً عسكرياً يشبه التدريب في الوحدات العسكرية، فضلاً عن غرس التربية الدينية، خصوصا في ذهن الأطفال من خلال حضورهم دروسا دينية في الحسينيات؛ حيث يتم تعريفهم إلى الفكر الشيعي، وغرس أفكار الثأر والتشيع في أذهانهم.
وأشارت إلى أن "كشافة الإمام المهدي" التي تأسست سنة 1985 بعد انسحاب الكيان الإسرائيلي من "المنطقة الأمنية"، تضم خمسة آلاف منتسب ومنتسبة تقريبا، بين عمر 8 سنوات و18 سنة، يتوزّعون على أكثر من 500 فوج، وتتوفر على فروع في كل من بيروت وضاحيتها الجنوبية، والبقاع اللبناني وجنوب لبنان.
وذكرت الصحيفة أن هذه الجمعية حصلت على إذن بالعمل من وزارة الداخليّة اللبنانية في العام 1992، أي بعد سبع سنوات من إنشائها. وقالت الصحيفة إن هذه الجمعية ورثت “كشافة الرسالة الإسلامية” التابعة لحركة أمل في البيئة الشيعية بعد أن صار عمل الأخيرة مقتصراً على العمل الكشفي المدني فقط. بينما تجري عمليات تعبئة دينية عقائدية حماسية في أفواج كشافة المهدي كي تعدّ الفتيان للقتال.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف من الحركة الكشفية التابعة لـ"حزب الله"، كما جاء في أدبياتها، هو "إنشاء جيل إسلامي" وفق التصور الخاص بـ"ولاية الفقيه"؛ أي الالتزام بتعاليم المرشد العم الإيراني علي خامنئي.
وزادت الصحيفة أن ذلك يجعل الطائفة في تصور الكشفية "هي الوطن"، ورئيسها هو المرشد العام، الذي يتمتع عندهم بهالة من القداسة كونه "نائب الإمام المهدي المنتظر"، وهو في نظرهم "المخلّص الديني والدنيوي والقائد الإلهي الملهم الذي لا يمكن أن يساويه مخلوق في العالم".
ونقلت الصحيفة عن دراسة أعدها أحد المواقع الإلكترونية عن حزب الله، أن تأسيس الكشفية يهدف إلى استقطاب أبناء الطائفة الشيعية والعمل "على بلورة وعيهم وإعداد أجيال جديدة من أبناء الشبيبة النوعيين المعبئين بالإيمان الإسلامي، الشيعي، الراديكالي الذي يرعى فكرة عودة المهدي كقيمة إيمانية مركزية في حزب الله".
وقالت الصحيفة، إن كشافة المهدي تشكل رافداً بشرياً أساسياً للجسم العسكري في حزب الله، موضحة أن غالبية منتسبي الكشافة يلتحقون بـ"العمل الجهادي" بعد عمر 16 سنة. وتسمى أول دورة عسكرية ينخرطون فيها بـ"محو الأمية"، يتعرف خلالها المراهقون على مبادئ علم السلاح، وكيفية التصويب وإطلاق النار على أهداف ثابته.
ثم تبدأ بعدها الدورات الصيفيّة المكثّفة فيتخرّج هؤلاء الشباب بعد عامين مقاتلين متمرسين في مختلف أنواع الأسلحة، ويصبحون مستعدين لخوض أعنف المعارك تلبية لفتوى المرشد الإيراني، وأوامر الأمين العام لحزب الله، حسب تعبير الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أن مشاهدة أطفال كشافة المهدي وهم يؤدون عرضاً عسكرياً، ويتسلحون ببنادق بلاستيكية بات مألوفا، وذلك استعداداً للمعارك الحقيقية عند بلوغ سن الرّشد.