قالت صحيفة "جنوبية" اللبنانية، إن هناك حربا باردة قد بدأت بين جناحي السلطة في
إيران المتمثلين في
الحرس الثوري، والدولة الرسمية التي دفعت باتجاه توقيع اتفاق إطار مع
الدول الست بشأن
الملف النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة، التي يديرها صحافيون شيعيون، إن "الحرس الثوري يراقب مكرها من بعيد"، فخطوة التقارب مع الدول الست لم تعجبه. وذهبت إلى أنه بدأ عملية "تسخين الساحات"، بقرصنة السفينة الأمريكية.
وأوضحت أن التوقيع على إطار التفاهم بين إيران وبين الدول الست، لم يكن متوقعا بالنسبة للحرس الثوري، واعتبرت الأمر تحولا تاريخيا، "سيؤدي حتما لتفريغ دوره وإضعافه"، وبالتالي إمكانية حله بعدما استنفذ وظيفته المتمثلة في "تصدير الثورة".
وقالت الصحيفة، إن مؤسسة الحرس الثوري، تشكل قوة تكاد تفوق حجم الدولة الرسمية، لتخلص إلى أن "هذه القوة الكبيرة ... لن تتخلى بسهولة عن مكتسباتها الضخمة لصالح جهاز الدولة".
وتوقع مقال الصحيفة أن يوظف الحرس الثوري كل جهوده من أجل التأثير على ما توصل إليه الفريق المفاوض من مكتسبات حتى الآن، واعتبرت "الباخرة الأمريكية التجارية التي تمت قرصنتها في مضيق "هرمز" واحدة من هذه المحاولات".
واعتبرت الصحيفة، خبر تورط قادة كبار من الحرس الثوري بالعمالة لإسرائيل، واحدة من إرهاصات هذه الحرب الباردة، وهجوم استباقي من الفريق الآخر.
وأكدت أن الحرب الباردة بين جناحي السلطة في إيران لن تنحصر في الجغرافية الإيرانية، مستدلة على ذلك بكون أماكن نفوذ الحرس الثوري تمتد لخارج الحدود الإيرانية، حسب الصحيفة، فـ"العديد من هذه الملاعب ستتحول إلى ساحات تجاذب بين طرفي النظام".
وبينت أن الهدف من إرسال طائرة إغاثة إلى صنعاء، هو توتير الأوضاع بهدف الضغط على الرأي العام الإيراني واستثارته، لأنه معروف مسبقا أن الطائرة "لن تؤدي وظيفتها الإغاثية في لحظة احتدام المعركة والحصار الجوي المفروض من التحالف العربي".
وأكدت أن الساحة اللبنانية لن تكون بمنأى عن هذه الحرب، فـ"
حزب الله كواحد من أهم أذرع الحرس الثوري لن يقف مكتوف الأيدي في هذه الحرب المصيرية"، وتنبأت أن يكون له دور في هذا الصدد، بافتعال المزيد من التوترات لقلب موازين القوى لصالح الحرس.