أكدت صحيفة "ديلي تلغراف" التقارير التي ذكرتها صحيفة "الغارديان"، عن إصابة زعيم
تنظيم الدولة أبي بكر
البغدادي، بعد استهداف طائرات التحالف الدولي موكبا من ثلاث سيارات كان فيه، وقد قتل حراسه، أما هو فقد أصيب بجروح خطيرة، ما يعني أنه لن يعود إلى قيادة تنظيم الدولة، حيث سلم المهام إلى نائبه أبي علاء
العفري.
واستندت الصحيفة، كما "الغارديان"، إلى مصادر من الحكومة العراقية. حيث ذكرت صحيفة "الغارديان" أن البغدادي قد أصبح مشلولا منذ 18 آذار/ مارس، بعد إصابته بالعمود الفقري، عندما ضرب موكبه في قرية البعاج في محافظة نينوى قريبا من الحدود السورية.
وبحسب الصحيفة، فإن البغدادي يتلقى العلاج على يد طبيبين مواليين للتنظيم، حيث يسافران إلى المخبأ الذي يقيم فيه البغدادي من الموصل. ولا يعرف المكان الذي يقيم فيه إلا مجموعة مقربة منه.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أنه بعد الهجوم والإصابة، فقد اعتقد القادة أن ما تعرض له البغدادي يهدد حياته، وهو ما دعا إلى عقد لقاء طارئ لتسمية خليفة له.
وتذكر الصحيفة أنه بحسب مصادر، فقد تم نقل القيادة العملياتية إلى نائبه أبي علاء العفري، وهو أستاذ فيزياء وقيادي كبير خدم مع أبي عمر البغدادي، عندما كان التنظيم يطلق عليه اسم تنظيم الدولة في العراق. ويعرف العفري أيضا باسم الحاج أمان، وعمل مدرسا في تلعفر شمال غرب العراق، ويعتقد أنه بنى قاعدة دعم واحترام قوية له داخل تنظيم الدولة.
ويفيد التقرير بأنه يعتقد أن العفري عمل حلقة وصل بين البغدادي والحلقة المقربة منه وشبكة الأمراء التابعين للتنظيم في الأقاليم داخل المناطق التي تسيطر عليها "الخلافة"، التي تمتد من العراق إلى سوريا.
وتنقل "تلغراف" عن المستشار هشام الهاشمي، الذي يقدم النصح للحكومة العراقية عن تنظيم الدولة، قوله إن العفري هو "آٌقوى رجل في داعش بعد البغدادي".
وأضاف أن "إصابة البغدادي لم تؤثر على العمليات، ولكن استبدال البغدادي قد يعني بداية خلافات بين المقاتلين الأجانب والعراقيين"، وفق التقرير.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن هذا لا يعني تأثير الإصابة على مصير الحركة، فقد كان البغدادي شخصية مهمة في صعود تنظيم الدولة، والخطوات الاستراتيجية كلها كانت من بنات أفكاره.
وتنقل الصحيفة عن الباحث في منبر الشرق الأوسط أيمن التميمي، قوله: "إن أكبر الخطوات الاستراتيجية كانت من تخطيط البغدادي، حتى لو قدم البعض المساعدة في التفاصيل".
وينوه التقرير إلى أن هناك بعض التقارير التي تقول إن العفري منفتح على المصالحة بين تنظيم الدولة وجبهة
النصرة السورية الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا، التي تقود جماعات المعارضة السورية في حملة مكاسب ضد النظام السوري لبشار الأسد في الآونة الأخيرة.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن آخر بيان يحمل توقيع أبي بكر البغدادي نشر الأسبوع الماضي، ودعا فيه الجهاديين إلى إرسال تعزيزات كي تقاتل على الجبهات العراقية في محافظتي صلاح الدين والأنبار. ولأن طبيعة العمل داخل التنظيم تظل غامضة، فإنه لا يعرف في هذه الحالة الشخص المسؤول عن البيان.