يشتكي نازحون من محافظة
الأنبار من ارتفاع أسعار
إيجارات البيوت والشقة السكنية في الأحياء السنية في العاصمة
العراقية بغداد، حيث يقول أحد
النازحين، لـ"عربي21"، إن قسما من النازحين فوجئ بصاحب الدار بعد أشهر من توقيع العقد يخيرهم بين زيادة سعر إيجار البيت، أو الرحيل، وأنهم إذا أصرورا على البقاء فعليهم تحمل تباعات ما سيحصل مستقبلا من إهانة لهم في مخافر الشرطة.
ويقول عبد الجليل أبو أحمد، وهو نازح من حي التاميم في الرمادي، في حديث لـ "عربي21"، إنه يسكن هو وأسرته في منزل مكون من غرفتين صيغرتين بحي الحسين ذات الأغلبية السنية، غرب بغداد، ويدفع إيجارا شهريا بيلغ 700 دولار أمريكي.
ويضيف أبو أحمد: "فوجئت بصاحب المنزل وهو يطلب مني في اتصال هاتفي أن أدفع في الشهر القادم أكثر مما اتفقنا عليه، حيث رفع الشعر إلى 900 دولار، وإذا رفضت طلبه أو اعرضت فعليّ مغادرة المسكن، والبحث عن بيت آخر بأسرع وقت ممكن، لأن مستأجرا آخر دفع مبلغ 900 دولار شهريا مقابل استئجار البيت".
وأوضح عبد الجليل أنه يعيش وأسرته ظروفا اقصادية صعبة، لا تسمح له بدفع أكثر من المبلغ المطلوب، هو غير مستعد للعودة إلى الرمادي بسبب الوضع الأمني المتدهور هناك.
وأكد أن أسعار الإيجارات في بغداد، وخاصة المناطق السنية منها، ارتفعت بنسبة تزيد عن 50 في المئة مؤخرا، خصوصا بعد دخول مئات النازحين من الأنبار إليها بحثا عن مكان آمن لهم ولأـبنائهم، الأمر الذي دفع المستأجرين للتخوف من معاناة جديدة مثل تلك التي عاشها الكثير منهم أيام العنف الطائفي عام 2006، ما سيؤثر سلبا على حياتهم واستقرارهم من جديد.
ويقول نازح آخر لـ"عربي21" إنه قادم من الفلوجة إلى حي الخضراء في بغداد، ويعاني من التنقل بين أحياء العاصمة للبحث عن سكن بسعر مناسب، بعد الارتفاع المفاجئ في أجور المنازل، خاصة عندما يـتأكد صاحب المنزل أن المستأجر مهجر من الفلوجة أو الرمادي.
ويضيف النازح الفلوجي، وقد بدت علامات التعب والحيرة على وجهه: "أصبحت مهددا وفي أية لحظة أن تأتي الشرطة وترمي أغراضي أنا وعائلتي في الشارع، بسبب عجزي عن تسديد أجر البيت لشهر أيار/ مايو، بعد أن ارتفع أجره إلى ضعفين، على عكس ما اتفقت عليه مع صاحب المنزل منذ أكثر من شهر، وذلك بسبب وجود نازحين يدفعون أكثر مني للحصول على سكن، لأن أحياء بغداد السنية أصبحت ملجأ للعائلات الهاربة من نيران تنظيم الدولة" حسب قوله.
وعزا ذلك إلى ما سماه جشع المكاتب العقارية التي تبحث عمن يدفع أكثر، مضيفا: "أصبح النازح السني مع الأسف ورقة للمتاجرة، لم يرحمنا أحد، الكل يريد أن ينال منا، فالقوات الأمنية تطاردنا، وأبناء جلدتنا يستغلون ضعفنا، وهذا ما مكن الشيعة منا"، على حد تعبيره.