غيبت سجون
الحوثي في صنعاء، القيادي في حزب التجمع
اليمني للإصلاح المحسوب على
الإخوان المسلمين فتحي
العزب، من حضور حفل
زفاف ابنته الأسبوع الماضي، ولم يكن بوسع العزب إلا أن يبعث برسالة لابنته في ليلة زفافها من داخل المعتقل.
واعتقل رئيس اللجنة الإعلامية السابق بحزب الإصلاح فتحي العزب في يوم السبت الرابع من نيسان/ أبريل الماضي، من قبل مسلحي جماعة الحوثي.
وخاطب القيادي بـ"إخوان اليمن" العزب ابنته بقوله: "كنت أتمنى أن أكون معك وإلى جوارك في أسعد لحظات عمرك، أشاركك الفرحة وأبادلك الابتسامة، أشعرك بدفء الأبوة الذي عرفتيه طيلة حياتيك، أقدم لك الهدية والتهنئة".
وتابع في رسالته من داخل المعتقل: "لكن أعداء الحياة الإنسانية أبوا إلا أن أكون بعيدا عنك خلف القضبان، حتى في أسعد أيامك"، ظنا منهم أنهم "سيقتلون الفرحة في بيوتنا، وسيقضون على السعادة في حياتنا، ويأبى الله إلا أن تمضي الحياة كما يشاء هو؛ لأننا نمضي بإصرار وعزيمة وثبات لتحقيق أحلام الأمة في غد مشرق ووطن آمن ومستقر يتسع لجميع أبنائه".
ولن يأتي ذلك وفقا لرسالة العزب، "إلا من خلال تضحيات كبيرة نقدمها ونحن في طليعة موكب التحرير والتنوير، نقدم فيها مصلحة الوطن وأحلام أبنائه على أنفسنا وأحلامنا وعلى أقرب الناس إلينا"، وفق تعبيره.
وواصل رئيس لجنة إعلام الإصلاح السابق حديثه: "ابنتي الغالية أبعث إليك بتهنئة حارة مرصعة بمعاني الحرية، وممزوجة بقيم الثبات والوفاء، أقطف لك ورودا من بستان الأمل وزهورا من حدائق التفاؤل؛ لأقدم لكِ عقدا من أجمل العقود يظل ذكرى يعبق أريجها في سماء وطن أحببته كما أحببتكم، وأفنيت ربيع العمر في خدمته، وهو عقد الحرية".
وأوضح أن "ترشحه في الانتخابات الرئاسية التي حدثت في عام 2006، مرشحا للرئاسة ضد صالح، أحد الأسباب الرئيسية في اختطافه واعتقاله، لإذكاء روح الانتقام من قبل النظام السابق، عبر أدوات أصمت أذان اليمنيين في الماضي بمظلوميتها، لتصبح اليوم حليفة لمن ظلمها، وتمارس أبشع أنواع الظلم والاستبداد ضد من وقفوا معها لإشباع رغبات ظالمها"، في إشارة منه إلى جماعة الحوثي المسؤولة عن اختطافه واعتقاله.
ونوه العزب إلى أنه "لم يشارك في الانتخابات الرئاسية الماضية إلا من أجل ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، عن طريق الصندوق، وليس عن طريق الانقلاب على الشرعية".
وخاطب ابنته التي تحتفل بزفافها وهو في المعتقل، قائلا: "لست بعيدا عنك، فأنا معكِ بكل مشاعري"، مشيرا إلى أنه رفض محاولة تأجيل حفل زفاف ابنته بسبب غيابه في المعتقل، لرفضه العبث بوطنه ومستقبله، حتى لو كان ثمن حضوره كما قال هو "كلمات وسطور يمليها السجان لإشباع نزواته وإرضاء غروره وغطرسته".
واختتم رسالته قائلا: "هنيئا لك ابنتي عرسك، وقريبا سنلتقي مع إشراقة فجر جديد نحتفل فيه بأعراس الوطن ونزف فيه أحلامنا حتى منتهاها".
أما عن هديته لابنته العروسة، فقال العزب لها: "انتظري هديتك أجمل من كل الهدايا، بل هي أم الهدايا، إنقاذ وطن من قبضة مليشيات لا تعرف معنى الحياة، ولا تعطي المشاعر الإنسانية أي اعتبار، بل صادرت وتصادر كل شيء جميل في حياتنا".