دعت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها الرئيس الأمريكي باراك
أوباما إلى طمأنة قادة
الخليج، حول الاتفاقية النووية التي يتم الاتفاق عليها مع
إيران، ورأت أن عليه أن يؤكد لهم أنها ليست تهديدا، بل هي فرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتقول الافتتاحية، التي اطلعت عليها "
عربي21"، إن أوباما لديه فرصة للحديث مع قادة الخليج، الذين سيلتقيهم يومي 13و14 من هذا الشهر في البيت الأبيض ومنتجع كامب ديفيد، للحديث عن آثار الاتفاقية النووية، ويؤكد لهم أن إيران تحت الرقابة والتفتيش أفضل من أتكون دون رادع يردعها.
وتبين الصحيفة أنه لكون إيران دولة شيعية، فإنها تظل محل تهديد للدول السنية، التي ترى فيها مدعاة للقلق، مشيرة إلى بعد آخر في خوف الدول الخليجية، وهو أن رفع العقوبات عن إيران سيسمح لها بالحصول على أموالها المجمدة بالمليارات، ويعطيها الفرصة لفرض هيمنتها على المنطقة، ومواصلة دعم وكيلها في لبنان حزب الله، ونظام بشار الأسد في سوريا، والتدخل في العراق واليمن.
وتجد الافتتاحية أن أوباما مطالب بالتوضيح للدول العربية بأن إيران دون سلاح نووي ستكون عامل بناء في المنطقة؛ مشيرة إلى ما كتبته إلين ليبسون من معهد "ستمسون"، حيث قالت إن اتفاقا نوويا مع إيران هو مصلحة عربية، فإنه يدفع الدول العربية للتعاون مع إيران لحل مشكلات التغيرات المناخية والطاقة وندرة المياه والتحكم بالسلاح. وفي حالة تم التوصل إلى اتفاق نووي فستحاول واشنطن دفع طهران لأداء دور بناء في سوريا. وهناك من يقلل من فرصة تحقق هذا، لكن محاولة التعاون أبعد من الملف النووي تستحق النظر.
وفي السياق ذاته تدعو الصحيفة أوباما إلى رفض توقيع معاهدة للحماية الأمنية لدول الخليج الخائفة من تراجع اهتمام الولايات المتحدة في المنطقة، والراغبة بضمان أمني مقابل موافقتها على الصفقة النووية. فبعض القادة العرب يطالبون بمعاهدة على غرار معاهدة حلف شمال الأطلسي. وتجد أن على الولايات المتحدة أن تكون حذرة من الانجرار لصراعات الشرق الأوسط.
وترى الافتتاحية أن "تحقيق التوازن في العلاقات أمر صعب، فمن السهل أن يتعهد أوباما بحماية السعودية ضد أي تدخل إيراني، ولكن ماذا لو استخدمت طهران جماعات وكيلة للهجوم على السعودية، فكيف سترد واشنطن؟ فيجب أن تكون الإدارة واضحة بأنها لن تتدخل ولن تقدم الحماية لأي من هذه الأنظمة ضد المعارضين السياسيين المحليين، وهذا هو السيناريو الأبرز".
وتعتقد الصحيفة أن أهم خطوة لحماية الخليج هي دمج قواته العسكرية كي يكون قادرا على حماية نفسه.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن إيران ليست الخطر الوحيد الذي يهدد دول الخليج، فهناك، كما تحدث أوباما للصحافي توماس فريدمان، مخاطر أخرى أشار إليها، مثل "العزلة التي تعيشها الشعوب، والبطالة التي يعاني منها الشباب، والأيديولوجية المدمرة".
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي لا يتوقع فيه تجذر الديمقراطية في هذه البلدان قريبا، إلا أنه يجب بناء نظام سياسي أكثر شمولية، يحوي الأطياف جميعها، وبينها الإسلاميون.