قال نور الدين بحتي والد الطيار المغربي، المفقود في اليمن منذ الأحد، في تصريح خص به صحيفة "
عربي21"، أن جميع الأخبار الرائجة حول وفاة ابنه في الأراضي اليمنية غير صحيحة، وأن
الطائرة المقاتلة من طراز "إف 16" تابعة للقوات المسلحة الملكية التي كان يقودها ابنه "
ياسين بحتي" سقطت في مكان لم يصل إليه الحوثيون.
وانتقد بحتي الأخبار التي يروجها الإعلام الوطني والدولي، ومعهم النشطاء في الشبكات الاجتماعية، دون التأكد من صحة الأخبار، موجها رسالته للجميع بعدم نشر الإشاعات والتواصل مع العائلة مباشرة بعيدا عن تأويل الكلام وتحريفه بعيدا عن الحقيقة.
وأكد بحتي أن "ضباطا كبارا ومفتشين في
الجيش المغربي زاروه في بيته، حيث تعرف على فردين منهما؛ الأول رئيس الدائرة الأمنية بمدينة الدار البيضاء حيث تسكن عائلة
الطيار المفقود، وأحد المسؤولين بقاعدة القوات الجوية الملكية المغربية بمنطقة بنجرير التي ينتسب إليها ياسين، وأكدوا له سقوط الطائرة مع نفيهم القاطع لصحة وفاة ابنه".
وقال والد الطيار أن "الطائرة لم يسقطها الحوثيون كما ادعى مقاتوا حزب أنصار الله في اليمن، وإنما سقطت جراء عطب فني أصابها أثناء التحليق فوق الأراضي اليمنية، كما أن الطائرة يجهل مصيرها، وأن الأجزاء التي يروجها الحوثيون لا يمكن التأكد من حقيقتها باختفاء باقي الحطام، مع الصندوق الأسود.
وأشار إلى أن التواصل مع ابنه كان بشكل يومي حول أخباره في المعركة الدائرة في اليمن حتى السبت، وعن مصير ابنه ومكان تواجده قال بحتي "لحد الآن نجهل مكانه، ونمني النفس بالعتور عليه في القريب، وعودته إلى حضن والديه وعائلته، والخبر اليقين ننتظر وصوله وتأكيده من قيادات الجيش المغربي".
وناشد والد الطيار المغاربة والعرب بالدعاء لعودة ابنه سالما، والامتناع عن الترويج للمغالطات والشائعات، حتى يتوصلوا بخبر رسمي من السلطات المغربية، وسيتم الإعلان عنه مباشرة للرأي العام الوطني والعربي، داعيا رجال الصحافة والإعلام للتواصل المباشر معه دون تزييف للحقيقة أو كتابة الإشاعات المغرضة.
تجدر الإشارة إلى أنه مباشرة بعد الإعلان عن سقوط الطائرة في الأراضي اليمنية، والتأكد من أن ربانها المسمى ياسين بحتي، تفاعل أصدقائه وأبناء حيه في حسابه الشخصي على "فيسبوك"، بالدعاء له للعودة إلى أهله ووطنه سالما، كما طالب مجموعة منهم بالاكتفاء بالإعلان عن وفاته، كما نشر البعض منهم جزء من المراسلات الهاتفية بينهم وبين صديقهم الطيار المفقود.
وقد أصدر الجيش المغربي، الثلاثاء، بيانا قال فيه إن "التحقق من الأخبار الرائجة لا زال ساريا، وعن تأكيد صحة ما يتعلق بالطائرة وبالربان المفقودين يبقى صعبا بالنظر إلى كون موقع التحطم يوجد في منطقة معادية".
و قد سبق، وأعلن الجيش المغربي، الإثنين فقدانه لطائرة حربية من طراز "إف16" باليمن، كانت تشارك في الحملة التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية باليمن ضد الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأقر التحالف بسقوط المقاتلة المغربية، حيث قال العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسمه، إنه تم التأكد من سقوط المقاتلة التي فقد الاتصال بها الإثنين، وحمل الحوثيين مسؤولية سلامة الطيار.
كما بثت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي، تسجيلا مصورا قالت إنه "لحطام طائرة مغربية أسقطها مسلحو القبائل بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة شمالي اليمن"، في حين لم يعلنوا عن مصير الربان القائد للطيارة المقاتلة.
وفي 26 آذار/مارس، وتحت اسم "
عاصفة حزم"، بدأت طائرات تابعة للتحالف غارات على ما يقول التحالف إنها أهداف عسكرية لجماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، المتحالف مع الحوثيين (يتبعون المذهب الزيدي ويعتبرهم البعض شيعة).
ويوم 21 نيسان/أبريل، أعلن التحالف انتهاء عملية "عاصفة حزم"، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، موضحا أن هدفها هو استئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي بالغارات الجوية للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة.