ألقت عناصر
الأمن التركي القبض على خمسة أشخاص سوريين بتهمة تزوير قطع نقدية ذهبية، وذلك في مدينتي
أنقرة، و مرسين، حيث تقوم المجموعة بتصنيع قطع نقدية نحاسية في أحد المصانع على الأراضي السورية، وتطلى القطع النحاسية بماء الذهب، ويصك عليها شارات ورموز تعود للحقبة البيزنطية.
واعترف أحد أفراد المجموعة، الذين تم إلقاء القبض عليهم بوجود 50 شخصا في تركيا يقومون بترويج هذه القطع المعدنية النحاسية على أنها قطع ذهبية، تعود إلى العهد البيزنطي أو ما يسمى قطع نقدية قسطنطينية.
ويقوم أعضاء المجموعة ببيعها لمحلات ذهب يسيرها سوريون وأتراك، كما يبيعونها لبعض الأفراد في المنازل والمحلات التجارية، ويبلغ سعر القطعة النحاسية الواحدة 100 دولار، أو ما يعادل 275 ليرة تركي، ويشترط هؤلاء أن تكون الكمية المراد شراؤها من قبل الزبون كبيرة.
وقال أبو أحمد، وهو من الأشخاص الذين وقعوا في فخ مجموعة التزوير "لقد جاء إلي شخصان من مدينة الرقة السورية، وعرضوا علي قطعا نقدية ذهبية بيزنطية، وأنا أعمل في محل صائغ ذهب فوافقت على شراء كمية كبيرة من الشخصين على شرط فحص عينة من هذه القطع النقدية، وبالطبع وافق الشابان على طلبي".
ويتابع الصائغ أبو أحمد حديثه، لصحيفة "
عربي21"، "في اليوم التالي قاموا بجلب كمية كبيرة من النقود وهي من الذهب الأصلي، فاتفقت معهم بشراء قطع نقدية تزن 1.5 كيلو غرام أي ما يبلغ سعره 40 ألف دولار، لكنهم في المرة التالية قاموا بتسليمي كيس من القطع النقدية، والتي اكتشفت فيما بعد أنها نحاسية ومزورة، وللأسف كنت أحد
ضحايا هذه المجموعة".
هذا و تعددت حالات شراء هذه القطع النقدية في عدة مدن تركية، كما يتغير المبلغ والكمية من فرد إلى آخر، حيث بلغ سعر بيع إحدى القطع النقدية المزورة في إحدى الحالات إلى 175 ألف تركي أي ما يعادل 70 ألف دولار، وهذا المبلغ يعتبر كبير جدا بالنسبة للعملة السورية، والتي يتم تداولها في الداخل السوري.
وفي السياق ذاته، تابعت الشرطة التركية التحقيقات مع الأفراد الذين تم إلقاء القبض عليهم، وبدأت بكشف أسماء أفراد شبكة تزوير العملة النقدية وملاحقتهم، فيما استعانت ببعض التفاصيل من الأفراد الذين تم بيعهم هذه النقود وكانوا ضحية للمجموعة.
وتعددت حالات النصب والتزوير من قبل مجموعات من السوريين في تركيا، حيث تقوم بعض المجموعات بتزوير العملة الورقية التركية وترويجها بين السوريين، والمحلات التجارية بسبب قلة خبرتهم في اكتشاف تلك العملة، والملاحظ أن الضحية التي تقع بخداع هذه المجموعات غالبا من السوريين.
وختم أبو أحمد حديثه "أكثر ما يجعل القلوب مريرة في هذه الحالة هو طعن شخص سوري لشخص سوري في بلد الغربة من أجل المال!".