كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن جهود أمريكية وروسية مشتركة لمواجهة نظام بشار
الأسد في
سوريا.
ويقول تقرير أعده كل من مايكل إيفانز وديبورا هاينز وتوم كوغلين، إن "
روسيا وأمريكا بدأتا نقاشا حول سقوط بشار الأسد، وسط إشارات إلى أن الحرب الأهلية، التي مضى عليها أربعة أعوام، بدأت تتحول ضده".
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن "التقارير الأمنية تجد أن المكاسب التي حققتها
المعارضة في ساحة المعركة قد تركت الأسد عرضة للخطر، وفي حالة ضعف أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2011".
وتستدرك الصحيفة بأنه بالرغم من لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف، فإنه لا توجد إشارات بعد تشير إلى تخلي الروس عن الأسد، إلا أن الطرفين اعترفا بضرورة نقاش المرحلة الانتقالية لما بعد الأسد، وهو ما يعني لجوء رئيس النظام السوري إما إلى طهران أو موسكو.
ويبين الكتّاب أن بريطانيا تؤدي دورا في المحادثات؛ من أجل تحقيق تسوية سياسية، ونقل سليم للسلطة في حالة انهيار النظام.
ويلفت التقرير إلى أن سوريا قد تمزقت بسبب الاقتتال المتواصل بين النظام السوري وجماعات المعارضة المعتدلة وتنظيم الدولة، رغم أن فصائل المعارضة قضت وقتا في محاربة بعضها.
وترى الصحيفة أن النكسات التي تعرض لها النظام المجهد في الآونة الاخيرة زادت من تماسك المعارضة، وأعطت أملا بقرب التخلص من الأسد.
وينقل التقرير عن مصدر أمني أمريكي قوله إن الهزائم في ساحة المعركة، وتراجع قدرات الجيش، يشيران إلى أن سوريا قد وصلت إلى "نقطة التحول"، وأنه "في حالة تدهور وضع الأسد أكثر، فستقرر عندها طهران وموسكو إن كان من المفيد مواصلة دعمه".
ويذكر الكتّاب أن كيري قد التقى لافروف في مدينة سوتشي، حيث قالا إنهما سيواصلان نقاشهما في الأسابيع المقبلة، وسيركزان على عملية نقل حقيقي للسلطة في سوريا، بحسب ما نقل عن مسؤول في الخارجية الأمريكية.
وتجد الصحيفة أنه حتى لو خرج الأسد من دمشق وانهار نظامه، فإن الخارجية الأمريكية لا تزال قلقة حول من سيقوم بتشكيل الحكومة، من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد. وقال مسؤول الخارجية إن "البديل للأسد هو تنظيم الدولة، ولكن البديل عن تنظيم الدولة ليس الأسد".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المسؤولين البريطانيين قلقون حول مصير سوريا. وينقل عن مصدر في الحكومة البريطانية قوله: "أيا كانت طبيعة التحالف الهش الذي تم تشكيله من الجماعات المقاتلة، فسيحدث بينها صراع على السلطة، وسيقوم كل طرف منها بإنشاء إمارته، أو تحقيق السيطرة على مناطق واسعة".
ويؤكد الكتّاب أن التحول في ميزان القوى حدث نتيجة للإنجازات التي تحققت في الشمال، نتيجة لصعود جبهة النصرة وأحرار الشام، واستمرار قوة تنظيم الدولة، رغم الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أمريكا على مواقعه في سوريا والعراق.
وتنوه الصحيفة إلى أنه نظرا لانخفاض عدد قوات الأسد فقد اضطر للاعتماد كليا على المليشيات الوكيلة من حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ويورد التقرير أنه في الوقت الحالي لم تبد أي من إيران أو روسيا أي ملامح عن تخليهما عن الأسد، لكن كيري يأمل بمواصلة المحادثات مع نظيره لافروف؛ من أجل البحث في الفترة الانتقالية، ما سيؤدي إلى تغيير موقف روسيا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى تحذير المسؤول الأمني من التفاؤل الكبير، حيث قال إن حلفاء الأسد قاموا في الماضي بدعمه لمنع سقوطه، خاصة أن بقاءه يعد مصلحة لهم، وربما قاموا بتكرار السيناريو مرة أخرى، وهناك مخاوف من قيام الأسد في حالة حشره في الزاوية باستخدام الأسلحة الكيماوية.