طالبت منظمة "هيومن رايتس واتش" الحقوقية الدولية، السلطات
التونسية بإجراء تحقيق سريع ومدقق ومحايد في وفاة رجل كان محتجزا، كشف تقرير الطبيب الشرعي أن سبب وفاته ناجمة عن الاختناق شنقا، كما سبق له أن تقدم بشكوى في
التعذيب مارسه عليه ضباط شرطة قبل أربعة أسابيع من وفاته.
وقالت المنظمة (غير حكومية) في بيان أصدرته، الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني إنه "على السلطات التونسية إجراء تحقيق سريع ومدقق ومحايد في وفاة رجل محتجز اتهم
الشرطة بتعذيبه أثناء اعتقال سابق".
ووفق منظمة هيومن رايتس واتش، التي تتخذ من مدينة نيويورك الأمريكية مقرا لها، فقد توفي عبد المجيد الجدي في 13 أيار / مايو الجاري، بمقر الحرس الوطني (تابع للشرطة) في سيدي بوزيد (وسط غرب)، وكان قد تقدم بشكوى في التعذيب قبل أربعة أسابيع بحق ضباط شرطة من المنطقة نفسها سبق لهم احتجازه في شباط / فبراير الماضي."
وكان شقيقه، رياض الجدي، قال لـ "هيومن رايتس ووتش" إن "ضباط الشرطة أبلغوه بأن شقيقه شنق نفسه في زنزانته، الأربعاء".
وبحسب
هيومن رايتس وتش فإن "عبد المجيد الجدي تقدم بشكوى رسمية في التعذيب في 14 نيسان / أبريل الماضي لدى مكتب نيابة المحكمة الابتدائية في سيدي بوزيد، زاعما أن الشرطة في بلدة بئر الحفي (تبعد 30 كيلومترا عن سيدي بوزيد)، عذبته بعد اعتقاله في 19 شباط / فبراير الماضي."
وقال إريك غولدستين، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنه "على السلطات التونسية أن تتوصل إلى حقيقة ما حدث لعبد المجيد الجدي، ونظرا لمزاعم الجدي السابقة عن التعذيب؛ فإن التحقيق الشفاف والجاد في وفاته يكتسي أهمية خاصة".
وأضاف البيان أن "قيام الشرطة بتعذيب المشتبه بهم أثناء الاحتجاز يظل مشكلة في تونس". وأشارت المنظمة إلى أنه "بعد مراجعة تقرير الطبيب الشرعي تبين أن الوفاة نجمت عن الاختناق شنقا"، ما لفت التقرير إلى وجود إصابات بفروة الرأس وكدمات على الجزء الأمامي من الكتف اليمنى، وظهر الكتف اليسرى، ومقدمة الفخذ الأيمن.
وكان بيان لوزارة الداخلية التونسية الجمعة، قد قال إنه "في 12 أيار / مايو أمكن لوحدات الحرس الوطني بسيدي بوزيد (وسط غرب) إيقاف المدعو "عبد المجيد الجدي" من أجل سرقة شاحنة من جهة القيروان كما تبين أنه متورط في العديد من القضايا العدلية في مجال السرقة وقد تم الإحتفاظ به بمركز الحرس الوطني (تابع للشرطة) بسيدي بوزيد الشرقية، وأقدم في فجر يوم 13 أيار / مايو على الانتحار شنقا داخل غرفة الاحتفاظ بالمركز المذكور باستعمال لحاف كان يستعمله كغطاء."