قالت جريدة "لا ليبيراسيون" الفرنسية، إن الجمهورية الإيرانية تشكك في رغبة الولايات المتحدة الأمريكية، في القضاء على تنظيم الدولة، مؤكدة أن إيران ترى في نفسها خلاص الدول التي تعيش كابوس التنظيم، وأنها تعتزم التصدي للتنظيم الإرهابي.
ونقلت الصحيفة، عن الجنرال
الإيراني قاسم السليماني، والمسؤول عن الاستخبارات الخارجية، قوله "إنه لا أحد اليوم قادر على هذه مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة (في إشارة منه لتنظيم الدولة)، سوى إيران" مستحضرا إخفاقات الولايات المتحدة وحلفائها في الحرب على التنظيم.
وأفادت الجريدة الفرنسية، أن السليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أكد خلال كلمة ألقاها، أمس الأحد، أمام أعضاء من الحرس الثوري، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يقم ولو بالحد الأدنى لمواجهة داعش، متسائلا عن حقيقة رغبة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التنظيم الإرهابي".
وتساءل المسؤول الإيراني النافذ، "كيف للولايات الأمريكية أن تدعي أنها تحمي الحكومة
العراقية، وعلى بعد بضع كيلومترات، جرائم حرب وقتلى في مدينة
الرمادي، ولا تقوم بتحريك ساكن بخصوصها"، قبل أن يستطرد قائلا "لكننا نحن من سنواجه هذا الشيطان الأكبر، (في إشارة لتنظيم الدولة)، وسنعمل على تحصين حدودنا ومساعدة البلدان التي تقع تحت وطأة التنظيم الإرهابي" يقول سليماني.
وذهب التقرير التحليلي الذي اطلعت عليه "عربي 21"، إلى تأكيد ما جاء على لسان الجنرال الإيراني مؤكدا أن المجازر المرتكبة على أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية تتوالى في العراق كما في مدينة تدمر السورية التي استولى عليها التنظيم الإرهابي مؤخرا، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الواقع في لندن أن مجازر ترتكب في المدينة التاريخية دون التمكن من تحديد عدد محدد.
من جهة أخرى، لفت التقرير إلى أن الثمن المقدم جراء محاربة
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، باهض حتما، وذلك بعد سقوط مدينة الرمادي عاصمة
الأنبار والمعقل الاستراتيجي بين يدي المقاتلين، وهو الحال بالنسبة لمدينة تدمر واحة العجائب القديمة، وفق وصف الصحيفة.
وانطلاقا من هذه الخسائر الجسيمة، انطلقت بواعث غضب الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت تتهم القوات العراقية بعدم رغبتها في قتال مجاهدي تنظيم الدولة، فضلا عن غضب إيران التي ترى أن الولايات المتحدة فاشلة ولا رغبة حقيقية لديها في محاربة التنظيم، وتقدم نفسها على أنها الحصن الوحيد المتبقي القادر على محاربة المتشددين السنة، كما أسماهم التقرير.
وفي الوقت الذي عمد فيه مقاتلو تنظيم الدولة إلى بسط سيطرتهم على مناطق حدودية بين
سوريا والعراق، ما يسمح لهم بتكوين عمق جغرافي واستراتيجي مهم، لفت تقرير الجريدة الفرنسية، إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، استطاع خلق المفاجأة حين عمد إلى انتقاد الجيش العراقي بشدة، متهما إياه بـ "عدم الرغبة في القتال" من أجل مدينة الرمادي، حين لم يتمكنوا من الدفاع عن المدينة إضافة إلى انسحاب القوات من المنطقة برمتها.
وأورد التقرير، أن كارتر خاطب الجيش العراقي قائلا "إذا وفرنا لكم المعدات الحربية وعملنا على تدريبكم ودعمكم، فمن أجل بث روح القتال فيكم، ولأن محاربة وهزيمة الدولة الإسلامية تكون بالقتال"، يقول رئيس البنتاغون، "الذي نسي تذكير القوات العراقية أن الولايات المتحدة عملت على تدريب ودعم الجيش طيلة سنين مكلفا الدولة مليارات الدولارات"،يعلق التقرير.