اهتمت وسائل الإعلام الغربية بإفراج السلطات
المصرية، السبت، عن الناشط الشاب
محمد سلطان، نجل القيادي في جماعة الإخوان
صلاح سلطان، بعد صفقة تنازل بموجبها عن جنسيته المصرية، مقابل ترحيله إلى أمريكا.
ويمنح قانون أصدره قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عام 2014، الحق للرئيس في الإفراج عن السجناء الأجانب، في أي مرحلة من مراحل التقاضي، إذا اقتضت المصلحة العليا للبلاد ذلك.
وقال النائب العام المصري، هشام بركات، في بيان حصلت "
عربي21" على نسخة منه، إن الإفراج عن سلطان وترحيله إلى الولايات المتحدة تم بموجب القانون، وبعد موافقة مجلس الوزراء، مشددا على أن "سلطان سيكمل مدة العقوبة الصادرة بحقه بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة".
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت الشهر الماضي بمعاقبة 37 شخصا من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بينهم محمد سلطان، بالسجن المؤبد في القضية المعروفة إعلاميا باسم "غرفة عمليات رابعة"، فيما حكمت على والده القيادي في الجماعة، صلاح سلطان، بالإعدام، إلى جانب مرشد الإخوان، محمد بديع، و13 قياديا.
"سلطان حر"
وتعليقا على هذا الخبر، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن سلطان "سينتقل أخيرا بهدوء إلى موطنه، كي يعيش حرا بجوار عائلته في ولاية فرجينيا، بعد نحو عامين من الجهود المضنية التي بذلتها أسرته والحكومة الأمريكية لإطلاق سراحه".
وأضافت أن اعتقال سلطان (27 عاما) جاء في إطار حملة أوسع نفذتها الأجهزة الأمنية المصرية عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس محمد مرسي عام 2013، مشيرة إلى أن سلطان أدين في محاكمة مشكوك في نزاهتها بالسجن مدى الحياة، بتهمة "تمويل جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة"، عندما كان بمثابة المتحدث باسم اعتصام رابعة العدوية.
وأكدت الصحيفة أن سلطان بدأ إضرابه الطويل عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة داخل السجن، وحبسه انفراديا، وعدم توفر الرعاية الطبية المناسبة له.
ونقلت "واشنطن بوست" عن هناء شقيقة سلطان التي قادت الجهود لإطلاق سراحه أن الأمر كان شبيها بالمفاجأة، حين تلقت تأكيدا من وزارة الخارجية الأمريكية أن الأمور في طريقها للحل، مضيفة أنها لم تتوقع حصول أخيها أبدا على حريته.
وأوضحت أن سلطان سيجري فحوصات طبية بعد تدهور صحته جراء الإضراب عن الطعام لمدة عام ونصف.
وحظي سلطان باهتمام حقوقي مصري وعالمي بعد أن دخل في إضراب عن الطعام استمر لأكثر من 450 يوما قبل إطلاق سراحه، وهزت العالم صوره ممدا على سرير طبي داخل قاعة المحكمة في حالة إعياء شديد، وبجواره والده المعتقل هو الآخر، يمسح على رأسه، ويطالب بالإفراج عن نجله ومعاقبته بدلا عنه.
وجاء تنازل محمد سلطان عن الجنسية بعد أيام من خطوة مماثلة قام بها الصحفي المصري الكندي محمد فهمي مراسل قناة "الجزيرة" الإنجليزية، الذي أعلن أنه اضطر للتخلي عن جنسيته للحصول على حريته، وهو ما دفع "شريف قدوس"، مراسل شبكة "ديموكراسي ناو" الأمريكية في القاهرة إلى القول إن "سلطان اضطر إلى التخلي عن
الجنسية المصرية من أجل ترحيله، يبدو أن الحرية في مصر للأجانب فقط".
أما "كريستين ماكتيغي"، وهي مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقالت: "إن مصر أطلقت سراح سلطان ليس لأن محاكمته كانت مهزلة، وليس لأنه كان على وشك الموت، بل لأنه تنازل عن جنسيته المصرية".
من جانبها، قالت الصحفية البريطانية "بل ترو"، مراسلة صحيفة "صنداي تايمز" في القاهرة عبر "تويتر": "اضطر سلطان للتنازل عن جنسيته المصرية مقابل خروجه من السجن، لكن الكثيرين غيره لا يملكون هذا الخيار".
بهجة أمريكية
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقرير لها إن المواطن الأمريكي سلطان الذي تعرض للاعتقال لدوره في المظاهرات المؤيدة للرئيس محمد مرسي هو الآن في طريق عودته إلى الولايات المتحدة.
وأضافت الشبكة: "بعيدا عن التكلفة التي تكبدها بإجباره على التنازل عن الجنسية المصرية، فإن الإفراج عنه في حد ذاته يعد سببا للبهجة والاحتفال في الولايات المتحدة التي سافر إليها سلطان مباشرة فور خروجه من السجن".
من جانبه، رحب مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، نهاد عوض، عبر "تويتر" بإطلاق سراح سلطان، داعيا السلطات المصرية إلى الإفراج عن والده، وآلاف المعتقلين السياسين في مصر، وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي.
ورحب إمام مركز ولاية بوسطن الإسلامي، صهيب ويب، في "تويتر" بالإفراج عن سلطان، قائلا: "محمد سلطان حر.. الله أكبر".