يرى كاتب شيعي في مقال نشره في موقع جنوبية
اللبناني الشيعي المعارض لحزب الله، أن
حزب الله يعتبر نفسه أكبر من لبنان ويتيح لنفسه أن يتخطى الحدود اللبنانية، ومن دون أن يجد نفسه ملزما بشروط الهوية الوطنية. وشبّهه بـ"
داعش.
ويقول الكاتب
علي الأمين إن "التهميش للهوية الوطنية يجد صداه في لبنان، من خلال انتعاش الهويات العميقة، بحيث تتحول الهوية الوطنية إلى وهم لبناني أيضا. في ظل قابلية تأثر عالية بالخارج، وأي معطى سياسي أو ميداني جديد، من قبيل إسقاط الحكومة أو انفجار القتال في عرسال، سيفتح الساحتين السورية واللبنانية على بعضهما. فالنسخ الموجودة للهويات الطبيعية أو التقليدية في سوريا موجودة في لبنان، والعكس صحيح".
وتساءل عما إذا كان "لبنان قادرا على الصمود والمحافظة على التوازن السني – الشيعي الهش في مواجهة التعبئة النفسية المذهبية التي تسيطر على المجتمع وعلى الخطاب السياسي؟".
وتابع بأن "خطورة المشهد الذي يتشكل في سوريا والعراق، في أن الهوية الوطنية غير موجودة في لغة الصراع القائم. لكأنما نجح تنظيم داعش في تثبيت ثقافته وتعميم نمطه الأيديولوجي على خصومه وأعدائه. فعندما أعلن عن دولته الإسلامية في العراق والشام لم يول أي اعتبار للهوية الوطنية العراقية أو السورية".
وأكد الأمين أن "المزاج الداعشي هو المسيطر"، ويقول: "هذا التهميش للهوية الوطنية ينطبق على سوريا أيضا. فها هو بشار الأسد ينكفئ نحو خريطة جديدة يدافع عنها. خريطة تقوم على بناء خطوط دفاع على أساس طائفي ومذهبي".
ويضيف الأمين أن حزب الله فرض لغة جديدة في التداول السياسي الداخلي "عبر جملة مصطلحات أوردها الأمين العام لحزب الله في خطابيه الأخيرين، إذ تحمل في طياتها دلالات مرحلة جديدة يدخل فيها لبنان".
فالمصطلحات التي أوردها السيد نصر الله في خطابيه الأخيرين وأبرزها: "التعبئة العامة"، "تعبئة عشائر وعائلات بعلبك – الهرمل"، "الخطر الوجودي"، "شيعة السفارة"، لا تنتمي في التعريف والدلالة إلى تأشير على خطر يتهدد الدولة والكيان والهوية الوطنية، بل على خطر في مجال آخر لا تحكمه الكيانية اللبنانية المهشمة، بل مجال الهويات التي ترتسم خرائطها بخطاب الدم والقبيلة وباسم الأمة، على حد قوله.
وتابع بأن مثل هذه المصطلحات، التي تنطوي على تهويل أو هجوم مضاد من قبل حزب الله، قد تكون غايتها صرف النظر عن مآلات قتاليه في سوريا، وصرف النظر عن معركة القلمون، بالتركيز على بلدة عرسال وحدودها.
وقال الأمين إن الخطر الذي يخيم على لبنان يكتسب جدّيته من أن التصعيد السياسي الذي تنحى إليه القوى الحزبية لا يتم في مناخات استقرار أمني، بل في ظل حرب قائمة ووسط إلغاء للحدود، وتهميش للانتماء الوطني وللدولة، بما يرجح المآلات نفسها التي وصلت إليها الحروب المفتوحة في سوريا والعراق وصولا إلى اليمن.
وعن قيادة الجيش باستباق أي محاولة لخلق صدام بين عرسال ومحيطها، يقول الأمين إنها "حسنا فعلت بالدخول إلى بلدة عرسال عبر دوريات عسكرية تابعة للجيش، في تأكيد على مرجعية الجيش بإدارة الملف العسكري في البلدة ومحيطها".
ويرى الأمين أن "أي تورط لحزب الله أو لعائلات وعشائر شيعية في مواجهة مع عرسال يعني توريط البلد في تفجير يربط الأزمة السورية ميدانيا بالديمغرافيا اللبنانية. إذ أن مثل هذا السيناريو، لو تحقق لا قدرّ الله، سيعني أن هذه الخطوة تعبر في مضمونها عن قرار صدام مع الجيش أولا، كما تعني الاصطدام بالطائفة السنية، بعدما تحولت عرسال إلى رمزية سنية يصعب توقع تداعيات إسقاطها لبنانيا أولا، وسوريا، ثانيا".