نفذ مكتب "رعاية الأطفال والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة" في مدينة
الرستن بريف
حمص، وسط
سوريا، مشروعا لدعم أكثر من 15 ألف طفل في المدينة، بينهم أعداد كبيرة من المعاقين، بهدف إخراجهم من أجواء
الحصار الذي يفرضه النظام السوري على المدينة منذ سنوات، وإعادة ابتسامة الطفولة إليهم بما تيسر من إمكانيات، وأنهم ليسوا مجرد أرقام وحكايات في عالم الحرب والصراعات.
والتقت "
عربي21" مع مديرة المكتب في الرستن مها أيوب، المسؤولة عن تنفيذ البرنامج. وقالت: "أقمنا في مدينة الرستن مشروعا لدعم الأطفال، حيث تم التركيز على الأطفال المعاقين بسبب حساسية وضعهم".
وأشحت مديرة المشروع أن "المشروع مقدم من وحدة تنسيق الدعم (التابعة للحكومة المؤقتة) وإشراف مجلس محافظة حمص (التابع للثوار)، وتنفيذ مكتب رعاية الطفل والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة في الرستن".
وأردفت أيوب: "لقد انتهينا من تنفيذ المشروع الذي كانت مدته ما يقارب الثلاثة أشهر، وشمل على عدة أنشطة منها مسابقات رسم، وعروض مسرحية وسينمائية، وحفلات ترفيهية للأطفال، عملنا من خلاله على إخراج الأطفال من أجواء العزلة والحرب والحصار المفروض على مدينة الرستن منذ تاريخ تحريرها عام 2012".
ولم يقتصر النشاط على الأطفال في مدينة الرستن، بحسب ما أوضحته أيوب، بل "تبعنا الأطفال النازحين إلى مزارع مدينة الرستن، وأقمنا عدة أنشطة حاولنا من خلالها اعادة الفرح والسرور لقلوبهم، وإعادة الروح المعنوية لهم"، وفق قولها.
وأضحت أيوب أن "ما يميز هذا المشروع عن باقي مشاريع الدعم النفسي هي شموليته، حيث تم التركيز على الجانب المعنوي للأطفال المعاقين"، مشيرة إلى أن "مدينة الرستن فقط تحتوي على 1250 معاقا، وجميعنا يعلم أن الطفل المعاق يعاني من مشاكل في تقبل واقعه بعد الإعاقة، ولكن استطعنا من خلال هدا المشروع إخراج الأطفال المعاقين من عزلتهم، ومن عتمة جدران منازلهم المدمرة".
وأشارت مها أيوب إلى أن من أهم الصعوبات التي واجهت المشروع؛ هي صعوبة تأمين الاحتياجات بسبب الحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري، والتخوف من القصف الجوي والمدفعي لأماكن تجمع الأطفال، علما بأن النظام يعتبر هكذا تجمعات صيدا ثمينا يسعى جاهدا لاستهدافه، كما حدث في استهداف طيران النظام السوري المدارس أثناء تواجد الأطفال في المدرسة. وتم التغلب على هذا الأمر من خلال السرية في تحديد أماكن النشاطات، وتغيير الأماكن وساعات النشاط في كل مرة.
وقال الناشط الإعلامي وائل أبو ريان، من مدينة الرستن، لـ"
عربي21" في اتصال خاص معه: "إنها لمشاهد تدمي القلب قبل الأعين، عند مشاهدة مئات الأطفال يدخلون على كراسي متنقلة، ولكن مع وجود المربيات يتحول ذاك الطفل المعاق، من طفل يستغرب كل شيء من حوله لطفل يمرح ويضحك مع باقي الأطفال، ويكون علاقات وصداقات مع أقرانه لتتزين عيونه ببريق الطفولة وينسى إعاقته وعزلته بسبب الإعاقة".