توزع المشهد الإعلامي في الصحف المصرية الصادرة الأربعاء 3 حزيران/ يونيو 2015، بين خمسة مشاهد دعائية مصنوعة بكثافة: الأول دعاية "بيضاء" أو "تلميع"، لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، سواء لزيارته التي بدأها أمس لألمانيا، أو بمناسبة مرور عام على تنصيبه رئيسا للبلاد.
والثاني: دعاية "سوداء"، أو "تشويه"، بحق الإخوان المسلمين، بتبني الرواية الأمنية التي زعمت قيام الإخوان بتأسيس خلية باسم "أبناء
خيرت الشاطر"، من أجل استهداف مؤسسات الدولة، عبر جمع المعلومات، واختراق قواعد البيانات الحكومية.
ويدخل في هذا الإطار التغطية المسيسة لجلسة محاكمة الرئيس محمد
مرسي، و165 من الإخوان وحماس وحزب الله، في قضيتي التخابر، واقتحام السجون، التي انتهت بمد أجل النطق بالحكم فيهما إلى 16 حزيران/ يونيو الحالي.
والثالث: دعاية بيضاء لما اعتبرته الصحف "إنجازات الحكومة" في الداخل، وانحيازها لمحدودي الدخل، إذ تباهى وزير التموين بالقضاء على طوابير الخبز.
والرابع دعاية أخرى لعمليات الجيش في سيناء، التي أسفرت عن "تصفية" 141 إرهابيا، وضبط 397 مطلوبا أمنيا، خلال الشهر المنصرم، وأخيرا دعاية ضد الإرهاب، بتأكيد عدم تأثر التيار الكهربائي بحوادث تفجير الأبراج.
دعاية للسيسي.. بألمانيا والتنصيب
مارست صحف الأربعاء دعاية "بيضاء" لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، سواء لزيارته التي بدأها أمس لألمانيا، أو مرور عام على تنصيبه نفسه رئيسا للبلاد.
ووفق اليوم السابع: "بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، زيارته إلى ألمانيا للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الأربعاء، فيما وصلت إلى ألمانيا الطائرة المصرية تحمل وفدا شعبيا كبيرا يمثل مختلف الطوائف السياسية والفنية والإعلامية، والشبابية، لدعم زيارة الرئيس لبرلين..
وحققت الشرطة الألمانية مع أحد عناصر جماعة الإخوان، بعدما حاول الاحتكاك بالمشاركين ضمن مؤامرة تركية إخوانية لإفساد الزيارة..
وتزين عدد كبير من شوارع العاصمة الألمانية، بإعلانات "مصر الجديدة"، التي تدعو للاستثمار في مصر.
وبدأت أعداد كبيرة من المصريين من مختلف الولايات الألمانية والدول الأوروبية في التوافد إلى برلين، للتعبير عن ترحيبهم بالرئيس، بعد حصولهم على تصريح بتنظيم مظاهرتين أمس، للترحيب به، على أن ينظموا تظاهرة كبرى أمام مقر إقامة السيسي".
المصري اليوم: سنة أولى سيسي
على صعيد الدعاية للسنة الأولى للسيسي، خصصت المصري اليوم ملفا لهذه المناسبة تحت عنوان: "سنة أولى سيسي".. قالت في مقدمته: "في مثل هذا اليوم أصبح السيسي رسميا فائزا بمقعد الرئاسة، وسط آمال وطموحات وتحديات عدة من الأمن إلى الاقتصاد.
واليوم تفتح المصري اليوم هذا الملف، لترصد 3 مسارات رئيسية في الرحلة الرئاسية: الأول الإنجازات التي اجتهد الرئيس كي يحققها في عامه الرئاسي الأول، من المشاريع القومية العملاقة، إلى ملحمة قناة السويس الجديدة، وحتى تحسين مستوى الرعاية الصحية، ومواجهة فيروس سي المتوطن في مصر، مرورا بمشاريع الإسكان، والطرق.
أما المسار الثاني فهو ملف الحريات، وكيف تأثر المجال العام بالحرب على الإرهاب، ومحاولات تجفيف منابعه، ويرصد أوضاع الصحفيين والعمال والمنظمات غير الحكومية، والجمعيات الأهلية.
وآخر المسارات التحدي الأمني، وكيف واجهت الدولة مخططات إسقاطها، وكيف يمكن تطوير الأداء الأمني ليحقق نصرا نهائيا على جماعات التطرف والإرهاب. ويرصد ضحايا العمليات الإرهابية، من المواطنين ورجال الجيش والشرطة، الذين طالتهم نيران الإرهاب في أكثر من مكان، وواقعة، وفق الصحيفة.
دعاية ضد الإخوان بـ"خلية أبناء الشاطر"
في المقابل، مارست الصحف نفسها دعاية "سوداء" بحق جماعة الإخوان المسلمين، لا سيما بتبني الرواية الأمنية التي زعمت قيام الإخوان بتأسيس خلية باسم "أبناء خيرت الشاطر"، من أجل استهداف مؤسسات الدولة، عبر جمع المعلومات، واختراق قواعد بيانات أربع وزارات.
فأطالت الصحف الحديث عن "أسرار الخلية"، وما زعمته من شراء المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، أجهزة تجسس من دول أوروبية للتجسس على وزارة الداخلية، والأجهزة الأمنية المختلفة، والحصول على بيانات بأسماء الضباط والقضاة والإعلاميين وعناوينهم لاستهدافهم.
وقالت المصري اليوم: "المصري اليوم" تكشف مخطط أبناء الشاطر لهدم الدولة.. 4 إخوان اخترقوا بيانات الحكومة وأبلغوها للتنظيم الدولي.. مصادر: النيابة العسكرية تحقق مع الخلية.. ووهدان أرشد عن غزلان والبر.
وقالت البوابة: "فئران خيرت الشاطر" في المصيدة.
مد أمد الحكم بقضيتي التخابر واقتحام السجون
في هذا السياق، أبرزت الصحف قرار محكمة جنايات القاهرة بمد أجل النطق بالحكم في قضيتي أحداث اقتحام السجون، والتخابر الكبرى، إلى جلسة 16 حزيران/ يونيو الجاري، للاطلاع على تقارير المفتي، لإبداء الرأي الشرعي في إعدام 107 متهمين، بينهم "مرسي" في القضية الأولى، و16 آخرون في القضية الثانية.
فقالت الأهرام: مد أجل الحكم في قضيتي التخابر واقتحام السجون لـ 16 يونيو.. المحكمة تسلمت رأي المفتي أمس.. وبديع يوزع الحلوى بقفص الاتهام.
ووفق الأهرام، دخل المتهمون بقيادة محمد بديع مرشد الجماعة في هتافات مناهضة للقوات المسلحة والقضاء والأمن، وقام بديع بتوزيع المسك والحلوى عليهم، وظهر مرسي مرتديا البدلة الزرقاء، وجلس واضعا قدما على قدم عند دخول هيئة المحكمة القاعة لإعلان قرارها.
دعاية لـ "إنجازات الحكومة"
لم يتوقف سيل الدعاية بالصحف عند النوعين السابقين، إذ مارست دعاية "ثالثة" لما اعتبرته "إنجازات الحكومة"، وانحيازها لمحدودي الدخل.
فقالت الشروق: وزير التموين خالد حنفي ل"الشروق": نجحنا في القضاء على طوابير الخبز.. و"السلع التموينية" ستكسر الاحتكارات.
وقالت الشروق: الري: اجتماع اللجنة الفنية لسد النهضة في القاهرة 11 يونيو.
دعاية لـ"تصفيات" الجيش
اهتمت الصحف ببيان القوات المسلحة حول حصاد شهر أيار/ مايو المنصرم من عملياتها في سيناء.
فقالت الأهرام: المتحدث العسكري: تصفية 141 إرهابيا وضبط 397 مطلوبا أمنيا خلال شهر.
وقالت البوابة: مقتل ناشط سيناوي على يد مسلحين.
حديث الإرهاب
ركزت صحف الأربعاء -أخيرا- على الحوادث المتعلقة بالإرهاب.
فقالت الأهرام: تخفيف الأحمال "صفر" بالرغم من تفجير الأبراج.
وقالت الوطن: الإرهاب يفجر الأبراج.. ومسؤول: الكهرباء مخترقة من الإخوان.