تحقيق تلفزيوني لــ"الجزيرة" يؤكد أن صالح يدعم "القاعدة" باليمن
لندن – عربي2104-Jun-1510:05 PM
1
شارك
هاني مجاهد: أبلغت الأمن اليمني بالهجوم على السفارة الأمريكية قبل وقوعه بثلاث شهور - عربي21
انتهى تحقيق تلفزيوني بثته الجزيرة الخميس في فلم وثائقي حمل اسم "مخبر القاعدة" إلى تأكيد تورط الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في دعم تنظيم القاعدة باليمن والتآمر معه من أجل ضرب الاستقرار في البلاد، واستخدامه كورقة سياسية للضغط على دول المنطقة والعالم بأسره.
وتضمن الفلم الوثائقي الذي يتوقع أن يثير جدلا واسعا اعترافات من عضو سابق في تنظيم القاعدة تحول إلى عميل للحكومة اليمنية، يكشف كيف كان يبلغ أجهزة الأمن اليمنية عن عمليات يخطط التنظيم لتنفيذها، ومع ذلك ينجح التنظيم بها، مشيرا إلى عملية بعينها قام بإبلاغ الأمن اليمني عنها قبل وقوعها بأسبوع لكنها وقعت رغم ذلك، ليكتشف الرجل لاحقا أن الرئيس صالح ليس سوى جزء من شبكة "القاعدة"، وأن التنظيم ليس سوى أداة بيد الرئيس وأبنائه وأجهزته الأمنية.
وقال العضو السابق في القاعدة هاني مجاهد لقناة الجزيرة: "اكتشفتُ أن الكثير من قيادات تنظيم القاعدة أصبح علي عبد الله صالح يهيمن عليها"، مضيفا أن صالح "جعل من تنظيم القاعدة عصابة منظمة"، مؤكدا أن "صالح لم يكن يلعب فقط على الغرب بل كان يلعب على العالم بأسره".
ويقول مجاهد إن صالح كان يمارس "لعبة مزدوجة" وكان يقوم بخديعة العالم ودول المنطقة، حيث يتظاهر بمحاربة "القاعدة" لكنه في الحقيقة كان يتعاون معها، ويستخدمها في الوقت ذاته لخدمة مصالحه.
وكشف مجاهد أن ابن أخي الرئيس اليمني المخلوع، العقيد عمار محمد عبد الله صالح هو المسؤول الأمني الذي كان وراء تشغيله مخبرا، وأكد أن العقيد قام بترتيبات لضمان وصول مواد متفجرة إلى القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي.
وقال إنه حذّرالأجهزة الأمنية قبل أسبوع من وقوع هجوم بسيارة مفخخة في محافظة مأرب وسط اليمن في صيف عام 2007 والذي أودى بحياة ثمانية سياح إسبان وتبناه تنظيم القاعدة.
وأكد مجاهد أنّه وجه تحذيرا للسلطات قبل شن هجوم استهدف السفارة الأميركية في صنعاء عام 2008 وخلف 19 قتيلا.
وقال مجاهد: "أنا كنت مخترق تنظيم القاعدة من قبل أجهزة الأمن، وكنتُ أبلغ الأمن القومي بكل المعلومات خطوة خطوة، وبالنسبة لعملية تفجير السفارة الأمريكية أبلغت الأمن بالمعلومات قبل ثلاثة أشهر، ثم أبلغتهم قبلها بأسبوع مرة أخرى، ثم قبلها بثلاثة أيام.. قلت لهم أنهم سيهاجمون السفارة الأمريكية بسيارتين مع مجموعة من الشباب"، لكنهم لم يمنعوا حدوث العملية ولم يتخذوا أية إجراءات.
وتابع: "الأمن كان يعلم المنزل الذي يتم فيه التجهيز للهجوم على السفارة الأمريكية، والشباب الذين خرجوا من الحديدة، كانوا يعرفون كل التفاصيل، ولذلك أنا أعتقد أن الأجهزة الأمنية في اليمن كانت تريد وقوع العملية".
وأضاف مجاهد: "أنا أعمل براتب شهري مع جهاز الأمن السياسي في اليمن، لكن كان هناك اتفاق بأن أي كشف لأي عملية ستتم سيكون هناك مكافأة إضافية، ودخلنا في مفاوضات عن حجم المكافأة مقابل المعلومات عن عملية السفارة".
ويقول مجاهد إنه التقى بالشيخ أسامة بن لادن أول مرة في ولاية بوغار، مضيفا: "كانت الدوافع لمبايعتي له أنه كان دائم الحديث عن محاربة الولايات المتحدة، وكان سبب تعاطفي معه هو القضية الفلسطينية"، مشيرا الى أنه تعرض لحادث خلال التدريب بمعسكر الفاروق، وأصيب إصابة بالغة جدا حينها، حيث غادر لاحقا الى منطقة وزيرستان، وتم اعتقاله في العام 2004.
وعمل هاني مجاهد لحساب القاعدة إلى أن اعتقلته المخابرات الباكستانية والأميركية عام 2004 وتم نقله إلى اليمن حيث سجن وأطلق سراحه عام 2006 وحينها بدأ العمل مخبرا مدفوع الأجر لحساب الحكومة اليمنية.