نشرت صحف
مصرية خاصة مؤيدة لسلطات الانقلاب، تصريحات متزامنة ومتشابهة نقلتها عن مصادر أمنية مسؤولة كشفت عن تسجيلات ومعلومات تفيد بعقد كوادر حزب "النور" السلفي اجتماعا مع مسؤولين أمريكيين في مقر السفارة الأمريكية في القاهرة، غير أن قيادة الحزب نفت هذه الأنباء ووصفتها بـ"محض شائعات".
وقالت المصادر إن "تسجيلات ومعلومات وصلت جهاز الأمن الوطني تفيد بعقد اثنين من كوادر
حزب النور السلفي اجتماعا مع مسؤولين في السفارة الأمريكية وخمسة مسؤولين من جهاز المخابرات (سي آي إيه) داخل مقر السفارة في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي".
وبحسب المصادر، فإن هذه اللقاءات هدفت إلى إقناع الحزب السلفي للإدارة الأمريكية بـ"أنه قادر على السيطرة على البرلمان، وأنه قادر على الوجود القوي في الشارع المصري، من خلال تكرار أسلوب الإخوان ذاته في توفير السلع من زيت وسكر للمواطنين في ربوع مصر"، بحسب قولها.
وقالت إن "
المخابرات الأمريكية والبريطانية، دعت قيادات النور إلى استغلال دعوة الرئيس السيسي الأخيرة لكل الأحزاب والقوى السياسية بإشراك حزب النور معهم في التحالفات والقوائم الانتخابية في السيطرة على البرلمان المقبل، إذا أرادوا الدعم الحقيقي والفعلي من أمريكا وبريطانيا".
وأوضحت المصادر أن عناصر المخابرات الأمريكية والبريطانية طالبت حزب النور بأن يدفع بعناصره "غير المعروفة" من أجل دعم مظاهرات إسقاط الانقلاب في 11 حزيران/ يونيو الجاري، من خلال انضمامها لحركة "6 أبريل" والاشتراكيين الثوريين وبعض اليساريين مع عناصر جماعة "الإخوان المسلمين"، وفق المصادر.
وأوضحت أن الاجتماع ناقش تخوف مسؤولي السفارة من خلط حزب "النور" الدين في السياسة، وعرض مسؤولو السفارة دعم الحزب، شريطة عدم تكرار تجربة جماعة الإخوان.
حزب النور ينفي
من جانبه، قال مساعد رئيس حزب "النور" لشؤون الإعلام،
نادر بكار، إن الحزب التقى مسؤولي السفارة الأمريكية، ويلتقي بغيرها من السفارات الغربية والشرقية كأي حزب سياسي له الحق في التواصل مع جميع الأطراف للتعبير عن موقفه مما يجري على الأرض، بصفته إحدى القوى الفاعلة في المشهد السياسي، ولكنه نفى لقاءهم مسؤولين في المخابرات الأمريكية.
وقال بكار: "أشعر أن الجميع يتصيد للحزب السلفي لعرقلته في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث إن كل أحزاب مصر تلتقي السفارة الأمريكية وغيرها من السفارات، لكن الجميع يراقب حزب النور ويستهدفه دون غيره من الأحزاب والشخصيات العامة دائمة الاتصال بالسفارات الغربية".
وأضاف: "أتحدى وسائل الإعلام أن تثبت صحة ما نشر من أن كوادر حزب النور التقوا قيادات في المخابرات الأمريكية"، مشيرا إلى أن "هذا الخبر كاذب، وليس له أساس من الصحة، ومن وحي خيال كاتبه".
وطالب بكار من لديه دليل بأن يتقدم به إلى الأجهزة المعنية، مشيرا إلى أنه لم يدل بأي تصريحات بهذا الشأن، وما نشر على لسانه غير صحيح، مضيفا أن "نشر مثل هذه الأكاذيب استمرار لمسلسل التشويه، الذي يتعرض له الحزب، خاصة أننا مقبلون على انتخابات مجلس النواب"، وفق تقديره.
وكان رئيس الدعوة السلفية والقيادي في حزب "النور"، ياسر برهامي، انتقد ضمنا الأسبوع الماضي أحكام الإعدام وإقصاء الإخوان، داعيا إلى "اقتسام الحياة بدلا من قهر الآخرين".
وقال إن "أي تصور بأنك ستدمر مخالفك وتنهي أمره هو وهم غير قابل للتحقيق، ولا يجني أحد من الجري وراء هذا الوهم إلا مزيدا من الدم والخراب، دون أي أفق أو نتيجة، أو حتى نصر نهائي".
وتبعه قول رئيس حزب "النور"، يونس مخيون: "إن الإخوان لن يقبلوا وساطة النور للتصالح مع الدولة؛ لأنهم يتعاملون معنا كعملاء وخونة".