استغل حلفاء النظام السوري في
لبنان ما بات يعرف بحادثة بلدة "
قلب لوزة" في ريف إدلب في
سوريا، لشن هجوم سياسي جديد على الثورة السورية ومؤيديها في لبنان.
وفي ظل هذا الهجوم من قبل أنصار النظام السوري، برز انقسام على صعيد الطائفة الدرزية حيال ما جرى في إدلب، كل حسب موقفه من الثورة السورية ونظام بشار الأسد.
حماية الدروز
قوى درزية منضوية تحت لواء قوى الثامن من آذار، المؤيدة للنظام السوري، صعدت من لهجتها ضد المعارضة السورية، حيث برز موقف للقيادي الدرزي ورئيس حزب التوحيد العربي، وئام وهاب، بالدعوة لتشكيل قوى مسحلة لـ"حماية الدروز في في سوريا".
ووجه وهاب انتقادات غير مباشرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بالقول: "كل من يخص
جبهة النصرة أو يتعامل معها على الأراضي اللبنانية فهو غير مرغوب به، وليغادر هذه الأراضي، لأن ردود الفعل لا يمكن أن تضبط"، حسب قول وهاب، في إشارة إلى موقف جنبلاط الذي رفض سابقا اعتبار جبهة النصرة تنظيما إرهابيا.
من ناحيته، قال الزعيم الدرزي ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، مهاجما قوى الثورة السورية، إن "ما لم تستطع اسرائيل تنفيذه سابقا تسعى الآن لتنفيذه في سوريا عبر ما تسميه الإسلاميين"، حسب تعبيره.
وفي حديث لقناة الميادين المحسوبة على حزب الله، أضاف أرسلان: "إننا على تنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد حول سوريا وجبل العرب، وهناك تنسيق في معركة مطار ثعلة (في السويداء) بين الجيش السوري والفصائل الدرزية".
موقف لحزب الله
حزب الله بدوره أصدر بيانا مساء الخميس أدان فيه "الجريمة الوحشية التي ارتكبتها عصابات الفرع السوري من تنظيم القاعدة الإرهابي والتي تحمل اسم جبهة النصرة، حيث قامت بقتل العشرات من إخواننا الموحدين الدروز"، حسب قوله.
وقال حزب الله في بيانه: "العدو (الإسرائيلي) نفسه حليف رئيسي لهذه الجماعات الإرهابية، ويمدّها بالسلاح والدعم، خاصة في مناطق الجنوب السوري، بعدما ثبت بالدليل القاطع والوقائع الميدانية قوة الترابط والتحالف بين العدو وبين قوى الإرهاب والتكفير"، حسب قوله.
أما رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية، نبيه بري، فاستنكر بدوره ما سماها "المجزرة التي ارتكبها مسلحو جبهة النصرة الإرهابية ضد أبناء بلدة قلب لوزة"، وذلك في اتصال مع شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن وقيادات درزية.
اتصالات جنبلاط
من ناحيته، رد جنبلاط على منتقديه بالقول إن "الحادث كان فرديا وسأعالجه بالاتصالات الإقليمية"، غير أنه استنكر في الوقت ذاته "سقوط الشهداء الدروز في قلب لوزة في إدلب، وقصف النظام الذي يقتل كل يوم مئات الشهداء في كل سوريا، ويجب ألا ننسى المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري".
وخلال مؤتمر صحفي في بيروت، بعد اجتماع طارئ للمجلس المذهبي الدرزي، أكد جنبلاط أن "أي هيجان في لبنان أو سوريا يعرض دروز سوريا للخطر بدون فائدة"، داعيا إلى أن "نعالج الأمور بهدوء، والمعالجة السياسية تستوجب الاتصال بالقوى الإقليمية"، حسب تعبيره.
وذكّر جنبلاط بأنه "من الأوائل الذين قالوا بالحل السياسي في سوريا، والحل لا يكون ممكنا بوجود بشار الأسد، مضيفا: "في جنوب سوريا، النظام أخذ العلويين إلى الهلاك".
كما جدد جنبلاط دعوته للحوار بين الدروز وأهالي درعا، وقال إن مستقبل الدروز العرب في جنوب سوريا مع المصالحة والتآلف مع أهل حوران، ومن هناك انطلقت ثورة سلطان باشا الأطرش، ولا مفر من المصالحة مع غالبية الشعب السوري".
وتابع: "أي تفكير بمشروع ضيق يعني هلاكنا، ونحن بغنى عن خطابات إسرائيل. والنظامين السوري والإسرائيلي يتلاقيان بنظام تفتيت، ونحن نستنكر ونشجب خطابات إسرائيل، ونحن دائما إلى جانب القضية الفلسطينية".
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد تحدثت عن اتصالات أجراها جنبلاط مع قيادات في المعارضة السورية ومسؤولين أردنيين وأتراك لـ"منع تكرار مثل هذه المجازر في حقّ المدنيين، سواء أكانوا من الدروز أو المسيحيين أو السنّة"، حسبما نقلت صحيفة الجمهورية الجمعة.
وأضافت الصحيفة أن القيادي في الحزب وائل أبو فاعور "كان ينوي زيارة الأردن في الساعات الماضية موفَدا شخصيا لجنبلاط لإجراء بعض الاتّصالات مع قيادات أردنية وسورية، لكنّ تضارب المواعيد مع بعض المسؤولين وعدم وجود آخرين في عمان جعله يتريّث في هذه الزيارة وتأجيلها".
أما قوى الرابع عشر من آذار التي يتزعمها تيار المستقبل؛ فأصدرت بيانا الجمعة قالت فيه إن "هذا الاعتداء يصب في مصلحة الإرهاب والعنف والفوضى ومصلحة النظام السوري وداعميه الساعين لإزكاء الفتن المذهبية"، مناشدة "كل الأصدقاء والمسؤولين في الثورة السورية التدخل الفوري وأخذ التدابير الكفيلة بوضع حد لهذه الأحداث".