أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الثلاثاء، أن الحكومة الفلسطينية ستقدم استقالتها خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وقال عباس في كلمة له ألقاها خلال اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، حسب ما نقل عنه أعضاء من هذا المجلس حضروا الاجتماع: "إن الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله ستقدم استقالتها خلال الساعات الـ24 المقبلة".
في حين، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس بالسعي لـ"إفراغ" الساحة الفلسطينية، و"إنهاء" حكومة الوفاق الوطني، وذلك عقب تأكيد عباس مساء الثلاثاء خلال عقد اجتماع المجلس الثوري لحركة "
فتح"، أن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية ستقدم استقالتها خلال ساعات.
وأكدت الحركة على لسان الناطق باسمها القيادي صلاح البردويل، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن " قرار عباس فردي ومفاجئ، ويعبر عن الأزمة السياسية التي يمر بها"، موضحا أن الرئيس عباس "يمارس سياسة الهروب إلى الأمام؛ فبدلا من أن يواجه مشكلته مع حكومة الوفاق التي كان يعطل عملها يهرب بقرار فردي".
وأضاف: "عباس يعاني من أزمة نفسية وسياسية، لا سيما بعد فشله، وتردد الأخبار التي تتحدث عن استبداله"، مشددا على أن عباس هو "من يتحمل المسؤولية كاملة، وتبعات هذا التوجه".
ودعا القيادي البردويل كل القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية "إلى الالتفاف حول مشروع وطني، وذلك لملء الفراغ الذي يتركه هروب عباس من الساحة"، بحسب قوله.
وحول الهدف الذي يسعى الرئيس عباس لتحقيقه من خلال هذا التوجه قال البردويل: "هو يريد أن يضرب عصفورين بحجر؛ الأول: الهروب من
المصالحة واستحقاقاتها وإلغاؤها، لأنه لا يطيق أن يسمع كلمة الوفاق الوطني"، مؤكدا أن الهدف الثاني هو "الاحتجاج على ما يجري في المنطقة وبعض الدول، من العمل على إيجاد البديل له في حركة "فتح"".
بدوره، قال عضو في المجلس الثوري لحركة "فتح"، رفض الكشف عن هويته، "إن الرئيس عباس، أعلن خلال اجتماع المجلس الثوري للحركة أن حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله ستقدم استقالتها خلال 24 ساعة"، مضيفا أن "الرئيس عباس قال خلال اجتماع المجلس الثوري، المنعقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية، الثلاثاء، إنه سيعيد تكليف الحمد لله بتشكيل حكومة جديدة بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية وبينها حركة حماس".
ولم يوضح المصدر ذاته سبب هذه الاستقالة، كما لم يؤكد ما إذا كان تشكيل الحكومة سيكون في اتجاه حكومة وحدة وطنية.
وفي 23 نيسان/ أبريل 2014، توصلت حركتا حماس وفتح إلى اتفاق تم توقيعه في غزة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، نص على تشكيل حكومة توافق وطني، وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، والإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية.
وتشكلت حكومة التوافق في الثاني من حزيران/ يونيو 2014، ولكنها لم تتسلم مهامها في القطاع بسبب استمرار الخلافات السياسية بين "حماس" و"فتح".