حذر إعلاميون وصحفيون مصريون (يمثلون أذرعا إعلامية لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي) مما اعتبروه: "فرحا بإعدام عدد من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين"، دون "إعدام جماعة الإخوان" نفسها، وتصفيتها من الوجود، محرضين على عدم المصالحة معها، بدعوى أن هذه الدعوات مجرد فخ، وأن نية الجماعة سيئة من ورائها.
وقال إبراهيم عيسى -أحد أشد الإعلاميين المصريين تطرفا في تأييد السيسي، ومناهضة الإخوان-، "جماعة الإخوان ليست أشخاصا بل تنظيم، وفكرة، لا التنظيم تم القضاء عليه، ولا أحد واجه الفكرة حتى الآن".
جاء ذلك، الأربعاء، في مقاله بعنوان "إعدام جماعة الإخوان لا أعضائها"، بجريدة "المقال" التي يرأس تحريرها.
وأضاف، "المطلوب ليس الفرح، ولا الولع بأحكام إعدام لأعضاء الجماعة، بل الواجب هو العمل الجاد والحقيقي لإعدام هذه الجماعة لا أعضائها، إعدامها بمعنى إنهائها تنظيميا وحركيا وتصفية وجودها، واختراقها لمؤسسات الدولة، وسحب الشرعية عن أي كيان تتماس معه، وتستدفىء به، وتستغله، وإنهاء الوضع الشائه الذي يسمح بوجود أحزاب دينية تستبعط الدولة، وتقول لنا، "أصلها مش دينية، دي مرجعية دينية فقط"، وفق قوله.
وتابع عيسى: "الجانب الذي نتمناه إيجابيا بعد هذا الحكم هو أن يكف الموالون للجماعة والحناجر الببغاوية عن الطنطنة بقصة المصالحة مع هذه العصابة، حيث أن الحكم القضائي جاء ليقطع بأنها جماعة جواسيس وخونة، فهل يتوقف رعاع السياسة ومائعوها عن الدعوة للتصالح مع جواسيس وخونة؟ وهل يشعر هؤلاء بالخجل من التعامل السياسي مع جماعة هي بحكم القضاء جماعة تخابر وتجسس وإرهاب وإجرام؟.
بين الجماعة والدولة
متبعا الأسلوب نفسه في التحريض على جماعة الإخوان المسلمين، حيث قال أنور الهواري، بجريدة المصري اليوم، الأربعاء، تحت العنوان السابق "هذه واحدة من اللحظات التاريخية الحاسمة..عليك أن تختار إما الجماعة، وإما الدولة".
وتابع، "اختبار الجماعة هدف صريح للدولة، الجماعة تفتح الطريق لجماعة ثانية وثالثة وعاشرة، وهذا هو ما حدث في العقود الثمانية الماضية، بدأنا بجماعة الإخوان، ومن عباءتها خرجت وتكاثرت الجماعات من شباب محمد إلى التكفير والهجرة، إلى الجماعة الإسلامية، إلى الجهاد، إلى حماس، إلى حزب الله، إلى
القاعدة، إلى النصرة، إلى بيت المقدس، إلى أنصار الشريعة، إلى الحوثيين، وما زال في الجعبة الكثير" (!)
وأضاف الهواري، "هذه الجماعات كلها تعود في جذورها إلى فكر الإخوان: الانقضاض على الدولة بدعوى تأسيس دولة إسلامية، الانقضاض على الأوطان بدعوى استعادة الخلافة الإسلامية، اعتماد السرية، اعتماد العنف المؤجل أو المعجل حسب الظروف".
واستطرد، "هذه لحظة من لحظات الحسم النادر في الصراع الحتمي بين الجماعة والدولة، ربما لن يستوعبها الكثيرون في الداخل الذين ينظرون للجماعة من منظور ديني، ومن يصدقون مظهرها الدعوي، وكذلك لن يستوعب هذه الحقيقة الكثيرون من القوى الغربية والإعلام الغربي، الذين ينظرون للمسألة من زاوية حكمهم على النظام القائم -الآن- باعتباره نظاما غير ديمقراطي، وهو بالفعل غير ديمقراطي بالمعنى المفهوم للديمقراطية المكتملة".
واختتم المقال بقوله "هذه مواجهة فرضت علينا، وهى مواجهة ليس منها مفر، بل هي مواجهة تأجلت لعدة عقود، وفى كل العهود كانت الجماعة تهادن حتى تقوى، وإذا قويت تجرب أدواتها في الاستحواذ على الدولة، والسطو على مقدرات الأمة".
فخ المصالحة!
وهذا هو العنوان الذي اختاره سليمان جودة لمقاله بالجريدة نفسها، الأربعاء، محرضا على عدم المصالحة بالقول: "نية المصالحة، إذا كانت قائمة حقا لدى الجماعة، تبدو زائفة، لأنها، لم تلجأ لها إلا بعد أن تبين لها أن عنف عامين مع المصريين لم يذهب بها إلى شيء، ولن يؤدي بها إلى شيء فى المستقبل، حتى ولو دام عشر سنوات، وبالتالي، فهي غير مقتنعة بحكاية المصالحة، ولم تلجأ إليها عن اقتناع، وإنما عن اضطرار، وإحساس بالفشل في مسار العنف!
وتابع جودة، "أمام الجماعة -إذا كتب الله لها أن تبقى- أن تحاول إصلاح ما انكسر بينها وبين كل مصري تقريبا.. والله تعالى وحده أعلم بما إذا كانت سوف تنجح في مهمة كهذه أم لا، لأني أتصور أن الجرح الذي أحدثه سلوك الجماعة في أعماق المصريين، منذ 30 حزيران/ يونيو، جرح غائر، ولا يزال ينزف، وليس من السهل تجاوزه، ولا نسيانه، ولا القفز عليه"، وفق مزاعمه.
وأضاف، حديث المصالحة -إن صح- يدل على أن هذه الجماعة، لا هي صاحبة أفكار تؤمن بها، ولكنها جماعة تسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح، وأكبر قدر متاح من النفع، بأعلى انتهازية تستطيعها، حتى ولو كان ذلك سوف يتم حين يتم على حساب كل شيء".
واستطرد: القبول بفكرة المصالحة، بالشكل الذي يجري طرحه، من وقت لآخر، معناه أن رئيس الحكومة، مثلا، هو الذي اعتقلهم، وأنه سيستطيع بالتالي إطلاق سراحهم، وهو شيء غير صحيح بالمرة!
واختتم بالقول: "حديث المصالحة، إذن، بالشكل الذي يجرى طرحه به، من آن لآخر، فخ محكم.. فلا تقعوا فيه، لأن له أهدافا أخرى غير التي تقال"، وفق قوله.
كاب أحمر وضحكة بلهاء
تحث هذا العنوان، قال محمد أمين، بجريدة "المصري اليوم"، الأربعاء، قائلا "لماذا إعدام هنا ومؤبد هناك؟.. المحكمة وشأنها.. الأحكام ليست نهائية.. الإخوان أنفسهم يعرفون أنها ليست نهائية.. عشان كده كان البلتاجي يضحك ضحكته السخيفة.. يرفع علامة رابعة.. كأنها أصبحت بديلا للشهادتين.. إذا أعدموه سيرفع علامة رابعة.. الأغرب أنه ارتدى الكاب الأحمر بتاع بديع، الأسبق في حكم الإعدام!".
وأضاف: "إشارة الكاب تعنى أنه لا يدرك (غير مهتم) يريد أن يرسل رسالة ما.. تقول إنه لا يخاف الإعدام.. كلام فارغ.. وقت اللزوم سيبول على نفسه.. يتصور أن هذه الأحكام لن تنفذ.. يضحك بطريقة غير طبيعية.. وإلا هل تفسر لي: لماذا يبتسمون؟.. ما معنى الضحكة البلهاء؟.. يحاولون تطبيق نصيحة لحسن البنا. (اضحكوا حتى لا يشعر "الجلاد" بالفرحة)!
واختتم مقاله بالقول الابتسامة بالتأكيد رسالة سخيفة.. لكنها فقدت معانيها تماما.. هل يضحكون يوم النقض؟!