يشهد
اليمن منذ انطلاق ثورة الشباب في العام 2011 حالة من عدم الاستقرار والصراع السياسي المفتوح، الذي تحول بفعل التحالف بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وجماعة
الحوثي إلى صراع عسكري لم يقتصر على الداخل اليمني، بل تحول إلى صراع عسكري بعد دخول السعودية وحلفائها على خط الأزمة، وإعلان عمليات "عاصفة الحزم" ثم "إعادة الأمل".
على أن الأزمة التي تمر بها البلاد ليست إلا فصلا من فصول صراعات مستمرة لم تنته منذ ثورة سبتمبر 1962، التي أنهت حكم السلالة الإمامية بعد حكم امتد لعشرة قرون، وحتى سيطرة الحوثيين على معظم أجزاء اليمن، في محاولة على ما يبدو لإعادة الحكم الإمامي للبلاد، باعتبار أن الحوثيين يعدّون أنفسهم امتدادا لسلالة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد شهدت البلاد منذ ثورة سبتمبر 1962 عدة انقلابات وأزمات وحروب عانى منها اليمنيون طويلا، بعد أن أصبح اليمن السعيد واحدا من أكثر دول العالم فشلا وفقرا وفسادا وانعداما للاستقرار.
وفي ظل الأحداث الساخنة التي يمر بها اليمن، تفتح "
عربي21" ملفا ساخنا جديدا، يبحث في عمق الأزمات والصراعات اليمنية، ويدرس العوامل القبلية والمذهبية والإقليمية التي ساهمت في تأجيج الصراع السياسي والعسكري في البلاد، بين ثورة سبتمبر 1962 وثورة الشباب السلكية التي انطلقت عام 2011، ولم تنته ذيولها وارتداداتها بعد.
ويشارك في هذا الملف عدد من قادة الرأي والكتاب والباحثين اليمنيين، الذين يبحثون في مختلف جوانب الأزمات اليمنية وتشابكاتها الإقليمية والداخلية.
وفيما يلي المقال الأول في هذا الملف، بقلم الأستاذ الدكتور عبد الباقي شمسان تحت عنوان: قراءة في ثورة أيلول/ سبتمبر عام 1962 اليمنية.
المقال الثاني للكاتب خالد عبدالهادي تحت عنوان: ثورة سبتمبر.. النجاحات والإخفاقات.